انتقلت الممارسات العنصرية ضد المحجبات فى القارة الأوروبية إلى مرحلة خطيرة للغاية إثر قيام بلجيكي بدعس مسلمة بسيارته بسبب ارتدائها للحجاب... وعبرت فتاة تدعي فاطمة عن اعتقادها بأن دعسها أثناء ذهابها للعمل قبل أيام كان بسبب ارتدائها الحجاب، موضحة في حديثها للتلفزيون البلجيكي أن السائق توقف وسمح لها بالمرور على ممر المشاة، ثم صدمها بسيارته. وقالت: لم يكن من السهل علي أن أميل إلى الاعتقاد بصحة ما كنت أسمعه من حوادث تمييز تجاه المسلمين في بلجيكا، حتى حدث معي ما حدث، مضيفة "لقد رأى السائق أنني توقفت، وحثني على المرور ثم دعسني، لا أفهم لماذا فعل ذلك إن لم يكن بسبب أنني أرتدي الحجاب". وبينت أنها لم تعان من قبل من التمييز أو العنف بسبب لباسها الإسلامي، "ولكن مع ما حدث لي فإني أطرح بعض التساؤلات، لا سيما في سياق الهجمات الأخيرة في باريس". ووفقا لرئيس "تجمع ضد الخوف من الإسلام" في بلجيكا مصطفى الشعيري، فإن مثل هذه الحوادث أصبحت تتكرر في الآونة الأخيرة، خاصة ضد النساء، موضحا للجزيرة نت أن الأمر المقلق هو أن الضحايا يشعرن بالخوف لتقديم شكوى. ومنذ هجمات باريس، يعاني الكثير من المسلمين في بلجيكا من العنصرية التي تصل إلى حد الاعتداءات، وتلقت مساجد عديدة بيانات تحمل تهديدات بالقتل ضد المسلمين. وتلقى الجامع الكبير في بروكسل، الذي تديره السعودية ويقع بالقرب من الحي الأوروبي، الأسبوع الماضي طردا يحتوي على مسحوق تبين أنه طحين، كما تلقى مركز التضامن، الذي يوجد مقره في حي مولنبيك، بيانا يحمل تهديدات بالقتل ضد المصلين، ووقع البيان من قبل تنظيم سمّى نفسه "الدولة المسيحية". وتأتي هذه الحوادث والاعتداءات رغم أن المنظمات الإسلامية في بلجيكا لم تتردد في التعبير عن إدانتها بشدة لهجمات باريس، كما أقدم العديد من الناشطين في الجالية المسلمة بمجموعة من المبادرات للدعوة إلى عدم الخلط بين الجالية المسلمة في بلجيكا والذين يرتكبون عمليات باسم الإسلام. وجاء في بيان لمجموعة من المواطنين البلجيكيين من أصول مسلمة أن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح مشكلة سياسية وأمنية داخلية، في قلب العاصمة البلجيكية والأوروبية. وأضاف البيان أنه في مواجهة هذه المأساة نريد "أن نعرب عن تعازينا لأسر وأقارب الضحايا، ونكرر إدانتنا القوية لأعمال لا يمكن لأية عقيدة أو دين أن يبررها، فإن الرد لا يمكن أن يركز فقط على خطاب السياسات الأمنية"، ودعوا إلى اعتبار الجالية المسلمة جزءا أصيلا من المجتمع البلجيكي. ورغم أن اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في اليومين الماضيين خُصص في جزء منه لبحث سبل مكافحة الخوف من الأجانب، فإنه لم يعتمد أي إجراءات عملية، مكتفيا بالتركيز على الجانب الأمني لمواجهة الهجرة غير النظامية. وفي هذا الصدد، قالت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين واللاجئين صوفي ماضماض إنه "عندما تشير إلى القمر فإن الغبي ينظر إلى الأصبع كما يقول المثل الصيني، وهذا يصدق على المسؤولين الأوروبيين، فبدل سن وتطبيق قوانين ضد كل أنواع الخوف من الإسلام اختاروا المقاربة الأمنية التي لا تعمل سوى على تعزيز الإرهاب". وشددت في حديث للجزيرة نت على أن الجالية المسلمة جزء من المجتمع البلجيكي والمجتمعات الأوروبية، وعلى المسؤولين الأوروبيين العمل على مواجهة التمييز والعنصرية ضدهم.