خطر التسممات يحرك السلطات ولجان تفتيش فجائية *** _ هذه الإجراءات الجديدة للمطاعم التي تقدم الوجبات الباردة *** سارعت وزارة التربية الوطنية إلى تشكيل لجان مختصة بالتفتيش والتحقيق بالتغذية المدرسية توفد بشكل دوري ومفاجئ من أجل الوقوف على سلامة الوجابات المقدمة للتلاميذ خاصة وأن العديد من المطاعم المدرسية عبر ولايات الوطن لا تزال تقدم وجبات باردة وهو ما أصبح يهدد صحة التلاميذ. وحسب ما أكده أمس مصدر مسؤول بمديرية التربية لولاية بومرداس في تصريح ل (أخبار اليوم) فإن الوزارة قد راسلت مديرياتها من أجل الوقوف على نظام التغذية المدرسية خاصة المطاعم التي لا تزال تقدم وجبات باردة حيث تم تشكيل لجان خاصة بمتابعة العملية وتعمل على التفتيش الميداني يكون بطريقة دورية ومفاجئة. وعلمت (أخبار اليوم) من مصادرها أن اللجان انطلقت في العملية وهو ما شهدته إحدى ابتدائيات بلدية بغلية شرق ولاية بومرداس خاصة وأن هاته الأخيرة تقدم الوجابات الباردة طيلة الموسم وحسب ذات المصادر فقد عاينت اللجنة الوجبة المقدمة ومدى صلاحية المواد المقدمة خاصة المعلبة منها والتي كثيرا ما تتسبّب في تسمّمات للتلاميذ وكانت العديد من الابتدائيات بولاية بومرداس قد سجلت حالات تسمّم أخطرها الموسم الماضي أين تسمّم 100 تلميذ بسبب ياوورت فاسد إثر تناولهم وجبة الغداء بمدارسهم الابتدائية ببلدية برج منايل أحسوا بعد تناولهم لوجبة الغداء في مدرسة واد البسباس بآلام في البطن وكذا دوار وغثيان ما استدعى نقل العشرات منهم إلى مستشفى برج منايل من قبل أفراد الحماية المدنية ثم بدأت ذات الأعراض تبدو على بقية التلاميذ وصولا إلى تلاميذ ابتدائيات أخرى بذات البلدية الذين نقلوا بدورهم للمستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة حيث أكد جميع التلاميذ أنهم تناولوا مادة (الياوورت) التي قدمت لهم هذه المرة وعلى غير العادة في شكل قارورات صغيرة. في المقابل من جهته أكد ممثل لجنة قرية تازروت ببغلية أنه لحد الساعة لم يتم تقديم الوجبات لتلاميذ ابتدائية القرية وأرجع السبب إلى الإجراءات الجديدة التي وضعتها وزارة التربية والشروط التي ألزمتها بهاته الابتدائيات على غرار نظام التبريد والحفظ الجيد للوجبات المقدمة. وحتى عملية نقل الوجبات من ابتدائية لأخرى تتم وفق عملية تحفظ سلامة المواد المقدمة خاصة المعلبة منها. وطالب محدثنا من السلطات الوصية من اجل التدخل لإنصاف تلاميذ الابتدائية التي حرموا منها هذا الموسم بالرغم من إرسال القائمة الاسمية للتلاميذ والاتفاق على تقديم الوجبة من الابتدائية المجاورة الواقعة بالقرية الفلاحية كما كان عليه الحال العام الماضي إلا أن تماطل السلطات --يقول نحدثنا-- في نقل الوجبة بين الابتدائيتين حال دون استفادة التلاميذ منها. فيما أكد بالمقابل أن الأولياء يحضرون للاحتجاجات عارمة اذا ما بقيت الأمور على حالها. وللإشارة فإن لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي لبومرداس كثيرا ما رفعت تقارير سوداء حول وضعية المطاعم المدرسية بالولاية التي تشهد اختلافا كبيرا بين تلك المتواجدة بالأرياف والمناطق الحضرية مشيرة إلى الفارق الشاسع بين الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية التربية وتلك المتواجدة على أرض الواقع. وفي سياق آخر دعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إلى رفع نسب النجاح بهذه الولاية التي تبقى غير (مرضية). وأكدت الوزيرة خلال تدخل لها عبر أمواج إذاعة الجزائر من ورفلة في إطار الزيارة التي قادتها إلى هذه الولاية أنه يتعين رفع نسب النجاح بهذه الولاية التي تظل (غير مرضية) والعمل على استغلال الحركية التي يشهدها القطاع لتطوير مكانة ولاية ورقلة بخصوص النتائج المدرسية. وأشارت السيدة بن غبريط أن ولاية ورفلة التي حظيت بعدة مشاريع تربوية وتكوينية من ضمنها معهد وطني لتكوين الأساتذة الذي سيدشن في أكتوبر 2016 من شأنها أن تساهم في تحقيق هذا المسعى وإعطاء دفع قوي لقطاع التربية بهذه الجهة. وأعربت وزيرة التربية الوطنية عن تفاؤلها بخصوص (تحقيق نسب نجاح أفضل) بهذه الولاية خلال الموسم الدراسي الحالي مقارنة بالسنوات السابقة حتى تلتحق بركب الولايات (الرائدة) في هذا المجال. وبالمناسبة حثّت مسؤولي القطاع إلى الشروع من الآن في تحضير المؤسسات التربوية التي ستكون مراكز امتحانات قبل دخول فصل الحر مشيرة أنه سيتم تجهيز كل هذه المراكز بوسائل التكييف. كما أشارت في تدخلها إلى أن كل مديريات التربية يمكن لها أن تكيف الرزنامة اليومية للمدرسة من خلال مبادرات محلية تكون محل إجماع وتضافر الجهود بين كافة المعنيين وشركاء القطاع.