تخوّف أمني من عمليات إرهابية تفجّر البلاد في آخر السنة *** حلّت ذكرى (ثورة الياسمين) في تونس دون أن تلقى ثمار اندلاعها على أحضان البوعزيزي فالبلاد تغرق في فوضى أمنية بسبب تنامي الإرهاب الذي تسلّل إلى تونس متغذّيا بالاضطرابات في الحدود الليبية والتخوف يتصاعد من توقّع هجمات دموية خلال احتفالات المولد وآخر السنة. ق.د / وكالات أكّد وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي أنه تمّ رفع حالة التأهّب الأمني إلى الدرجة القصوى للتصدي لكلّ المخاطر الإرهابية التي تهدّد تونس خاصّة مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ورأس السنة الإدارية. وجاءت تصريحات الوزير خلال إشرافه على تخرج الدفعة ال 68 لعرفاء الحرس الوطني ببئر بورفبة موضّحا أن عددا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) والتابعة للعناصر الإرهابية تهدّد أمن تونس. وأكّد الغرسلي أن الوحدات الأمنية تمكّنت من إحباط عدد من المخطّطات وإفشالها. ويذكر أن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب بالقرجاني تمكّنت من الكشف عن خلية إرهابية تنشط في العاصمة تونس لاستقطاب الشباب وتسفيرهم إلى بؤر التوتّر. ويشار إلى أن العناصر الإرهابية المحتفظ بها اعترفت بتبنّيها للفكر التكفيري معبّرين عن رغبتهم في التحوّل إلى القطرين الليبي أو السوري للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي (الدولة الإسلامية.. داعش) وباستعدادهم للمشاركة في العمليات العسكرية تحت لوائه. وجاء في بلاغ لوزارة الداخلية أنها تمكّنت بالتنسيق مع الوحدات الأمنية بإقليم الأمن الوطني بمحافظة جندوبة من إيقاف عنصر تكفيري سبق له التحوّل إلى القطر الليبي والالتحاق بأحد معسكرات الجماعات الإرهابية وبايع التنظيم الإرهابي (داعش). وكشف العنصر التكفيري تخطيطه لاستهداف شخصيات سياسية من بينها رئيس لجنة التشريع العام بمجلس النوّاب شاكر العيادي اصيل مدينة جندوبة. وتمكّنت مصالح وزارة الداخلية يوم 10 ديسمبر 2015 من إيقاف امرأة على خلفية قيامها بنشاط مشبوه وبتفتيش حافظة أوراقها وجدت لديها ورقة كتب عليها (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) إلى جانب حجز العديد من الوثائق التي تتعلّق ب (داعش) وجهاز محمول يتضمّن صورا للعديد من الإرهابيين المسلّحين وصورا لمشاهد قطع الرؤوس وجداول بيانية إحصائية في عمليات إرهابية حصلت في تونس وبعض الدول الأخرى وذكرت وزارة الداخلية في بلاغ لها أنه بتفحّص هاتفها الجوّال تمّت معاينة تسجيليْ فيديو يتعلّق الأول بالمحيط العام لإحدى المنشآت الحيوية بالعاصمة (مؤسّسة مالية) والنقطة الأمنية المركّزة بها والثاني يتضمّن التركيز الأمني بأحد الموانئ. وقال المختصّ في الجماعات الإسلامية علية العلاني (إنه يجب توخّي الحذر من حدوث عمليات إرهابية بمناسبة المولد النبوي الشريف ونهاية رأس السنة لأن الجماعات التكفيرية تعتبر أن من يحتفل بمثل هذه المناسبات كافر وبالتالي يجوز القضاء عليه). واعتبر العلاني أن الجماعات الإرهابية ستسعى إلى استهداف المدنيين وإلى شنّ هجومات إرهابية خلال هذه المناسبة وبالتالي فإن اليقظة مطلوبة.