السلطات التونسية بدت أكثر "وعيا" بخطر الخلايا الإرهابية اعتبر وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي أنه إذا ما فشلت الجماعات الإرهابية في القيام بهجمات خلال شهر رمضان على تونس فذلك يعتبر "انتصارا" لوحدات الجيش وقوات الأمن على الإرهاب ولتونس ودعا التونسيين إلى دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية فيما أعلنت الوزارة على "خطة أمنة" بالتنسيق مع الوحدات العسكرية للتوقي من أي عملية إرهابية خلال شهر رمضان. ويأتي ذلك بعد أسبوع على ثلاث هجمات متزامنة شنها مقاتلون تونسيون تابعون لتنظيم "داعش" على وحدات من الحرس الوطني اثنان منها في محافظة سيدي بوزيد مهد انتفاضة 14 جانفي 2011 جنوب البلاد، وواحدة في منطقة غار الدماء التابعة لمحافظة جندوبة المحاذية للحدود الشمالية الغربية للحدود مع الجزائر في مسعى لتشتيت جهود قوات الجيش وقوات الأمن استعدادا للقيام بهجمات نوعية خلال شهر رمضان. واعتبرت السلطات الأمنية أن تلك الهجمات الثلاث التي تمت في نفس اليوم تؤشر على أن تونس في حالة "حرب" مع الخلايا الإرهابية التي تخطط للقيام بهجمات خلال شهر رمضان غير شدد على أن وحدات الجيش وقوات الأمن "على كامل الاستعداد" لإحباط هجمات محتملة. وقال وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي إنه "إذا تم تجاوز شهر رمضان دون حدوث عمليات إرهابية فذلك يعتبر انتصارا" لقوات الأمن ولوحدات الجيش ولتونس على الإرهاب. وكشف خلال إشرافه على المجلس الوطني لسلامة المرور، أن "وزارة الداخلية تبذل جهودها بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية في ملف الإرهاب"، داعيا التونسيين إلى "مواصلة دعمهم للمؤسسة الأمنية والتعاون معها". وتحسبا لأي هجمات محتملة خلال شهر رمضان وبداية الموسم السياحي أعلنت وزارة الداخلية أنها وضعت خطة أمنية للتوقي من الأعمال الإرهابية تشمل مختلف جهات البلاد وكذلك حدود البلاد مع كل من الجزائر وليبيا. وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي أن الوزارة وضعت خطة أمنية على واجهتين، حيث تم في مستوى أول التنسيق مع الوحدات العسكرية للتوقي من الأعمال الإرهابية وتدعيم تأمين الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا. وفي مستوى ثان "تمّ تدعيم التعاون الميداني والعملياتي مع المؤسسة العسكرية على مستوى الحدود مع الجزائر لمواصلة تضييق الخناق على العناصر الإرهابية، ملاحظا أن "التهديدات الإرهابية متواصلة". وأكد العروي أن قوات الأمن جاهزة للتصدي للعمليات الإرهابية. وخلال الأشهر الثلاث الماضية، بدت السلطات التونسية أكثر "وعيا" بخطر الخلايا الإرهابية حيث شددت الخناق عليها وفككت العشرات منها خاصة في الجهات المحاذية لسلسة جبال الشعانبي قرب الحدود مع الجزائر. ودعا رئيس الحكومة الحبيب الصيد قوات الجيش إلى تكثيف الحضور والانتباه في شهر رمضان، الذي قال إنه يقتضي استعدادا خاصا كما دعا التونسيين إلى مساندة الجهود الوطنية في مكافحة الإرهاب من خلال عدم تشتيت إمكانيات الأمن ومنح الإرهابيين الفرصة للقيام بعملياتهم. وتبدو السلطات التونسية اليوم أكثر "وعيا" و"صراحة" بأن الجماعات الجهادية ما كان لها ل"تفرخ" لولا وجود حاضنة اجتماعية تغذيها حالة الغضب على الحكومة جراء تردي أوضاعها الاقتصادية، ولعل هذا ما دفع بالحبيب الصيد إلى دعوة التونسيين إلى التهدئة الاجتماعية ومساندة الوحدات الأمنية والعسكرية من أجل التصدي للمجموعات الإرهابية، مشددا على إن "هذه الفترة صعبة وعلى التونسيين الالتفاف حول قوات الأمن والجيش لمساعدتها".