فيما يضيق الخناق على الاحتلال المغربي *** فيما يضيق خناق الشرعية على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية أكّد رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي يوم الخميس بالداخلة (مخيّمات اللاّجئين الصحراويين) ان هناك (اجماع حاصل في الجزائر حول عدالة القضية الصحراوية). ذكر العياشي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش المؤتمر ال 14 لجبهة البوليزاريو أن (نوعية المشاركة الجزائرية في أشغال المؤتمر تعبّر عن الإجماع الحاصل بالجزائر حول عدالة القضية الصحراوية) مضيفا أن هناك (قناعة عميقة في الجزائر بعدالة كفاح الشعب الصحراوي). وقد لاحظ رئيس اللّجنة عقب استقبال الوزير الصحراوي عبد القادر طالب عمر للوفد الجزائري (إعجاب الوفود الاجنبية بنوعية الحضور الجزائري) خلال هذا المؤتمر الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 20 ديسمبر. وقد حضر افتتاح المؤتمر وزير المجاهدين طيّب زيتوني حيث شدّد خلال مداخلته على تمسّك الجزائر (الراسخ) باحترام مبدأ حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وبالتطبيق (التام) لعقيدة الأمم المتّحدة. وشدّد الوزير أيضا على أن عقيدة الأمم المتّحدة هذه (تقاضي بموجبها البلدان والشعوب الاستعمارية وبترقية فضائل الحوار وسيادة القانون) مضيفا أن الجزائر التي تركت (بصمتها) في تاريخ تصفية الاستعمار ستواصل دعمها لشعب الصحراء الغربية إلى أن يتمكن من ممارسة حقوقه الكاملة التي تقرّها له الشرعية الدولية وأضاف أن هذا الموقف يتماشى مع مسعى المجموعة الدولية وبالخصوص الأمم المتّحدة التي أكّدت من خلال كافّة لوائحها المتعلّقة بهذه القضية على أن مسألة الصحراء الغربية. وفي سياق ذي صلة أضاف العياشي أن (الصحراويين هم ضحية ظلم كبير وأن الشعب الجزائري شاعر بذلك حيث عانى هو أيضا من ويلات الاستعمار) كما عبّر عن (ارتياحه الكبير لكون ملف الصحراء الغربية عرف مستجدّات منذ الشهور القليلة الماضية) خاصّة عقب رسالة الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون الذي نادى فيها إلى الانطلاق في مفاوضات جدّية ومباشرة بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليزاريو) وكذا التقرير الشفوي الذي قدّمه الممثّل الشخصي ل بان كي مون كريستوفر روس أمام مجلس الأمن مؤخّرا. ولفت العياشي الانتباه إلى (اللهجة الجديدة التي طرأت على خطاب القيادة الصحراوية الذي تدعو فيه إلى الكفّ عن التماطل في إنهاء المسار الذي بدأته الأمم المتّحدة لتحقيق السلام في الصحراء الغربية). واعتبر الدكتور العياشي أن تمسّك الاتحاد الإفريقي منذ قمة مالابو في جوان 2012 (بقوة) بالملف الصحراوي يعتبر (مكسبا كبيرا) للقضية الصحراوية من خلال تعيين ممثّل عن الاتحاد الإفريقي مكلّف بالصحراء الغربية المتمثّل في شخص الرئيس السابق للموزمبيق جواكيم شيسانو وحسبه فان هذه المستجدّات (كلها عوامل ساعدت على إعادة طرح القضية الصحراوية وبقوّة على طاولة قادات العالم) وأشار في الأخير إلى إلغاء الاتّفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي. (القضية الصحراوية اقتربت من نقطة الانتصار) أكّد الأمين العام لجبهة البوليزاريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية محمد عبد العزيز بالداخلة (مخيّم اللاّجئين الصحراويين) أن الشعب الصحراوي أكثر من أيّ وقت مضى في (موقع قوّة) معتبرا أن القضية الصحراوية (تقترب حاليا من نقطة الانتصار). وقال السيّد عبد العزيز في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر ال 14 لجبهة البوليزاريو المنظم بمخيّم الداخلة تحت شعار (قوّة تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة): (نحن في موضع قوّة ليس فقط لأن القانون والعدالة مع قضيتنا ولكن لأننا قطعنا أشواطا كبيرة إننا ابتعدنا عن نقطة الانطلاق واقتربنا من نقطة الانتصار والمسألة مسألة وقت) في إشارة إلى كفاح الشعب الصحراوي من أجل استقلاله وحقّه في تقرير المصير منذ أكثر من أربعين سنة. وأضاف الأمين العام لجبهة البوليزاريو أن (الآفاق اليوم واسعة وواعدة) حيث أنه (تمّ تحقيق نقلة نوعية وتاريخية) فيما يخص نضال الشعب الصحراوي من أجل الاستقلال. وقال الرئيس الصحراوي إن (الآفاق اليوم واسعة) مشيرا إلى وجود أولويات كثيرة تنتظر الشعب الصحراوي وسينبثق عن مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (الخطّة التي ستسمح له بتحقيق ذلك). ومن هذه الأولويات -يضيف الرئيس الصحراوي- (الحفاظ على الوحدة الوطنية وبناء أسس الدولة الحديثة بمؤسّساتها التنفيذية التشريعية والقضائية) وقال (إن الصمود باعتباره فعل مقاومة وكفاح وإعداد دائم لكل الاحتمالات يقتضي علينا تقوية التنظيم السياسي وتغطية مستمرّة لجاهزية جيش التحرير الصحراوي). دول تؤكّد تضامنها المطلق مع الصحراويين أكّد ممثّلو عديد الوفود المشاركة في فعاليات المؤتمر الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب المنعقد لليوم الثاني على التوالي بمخيمّ الداخلة للاّجئين الصحراويين خلال مداخلاتهم تضامنهم المطلق ودعمهم للقضية الصحراوية. وعبّر مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية النيجيرية السيّد رابيوأكاوو بإسم دولة نيجيريا الفيديرالية شعبا وحكومة عن الدعم المطلق لكفاح الشعب الصحراوي من أجل التحرر والتخلّص من السيطرة الاستعمارية في الصحراء الغربية. كما أكّد رئيس التنسيقية الدولية للمنظّمات الأوروبية المتضامنة مع الشعب الصحراوي بيار قالون إن الوفد المشارك الذي حضر عنه ممثّلون من إسبانيا فرنساإيطاليا وبلجيكا من أجل إيصال رسائل المؤتمرين إلى حكوماتهم وشعوبهم سيّما بعد أن اطّلعوا عن كثب على معاناة الشعب الصحراوي. وبعثت من جهتها ممثّلة الحزب الشيوعي الكوبي كلارا رسالة حبّ وسلام من حزبها باسم الزعيم فيدال كاسترو والقائد راؤول قارسيا إلى كفاح الشعب الصحراوي وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وادى الذهب التي هي محل إعجاب دائم واحترام من طرف الثوار الكوببين. وأشار نائب الأمين العام للمؤتمر الديمقراطي الوطني الغاني إلى أن دولة غانا مسرورة جدا بمشاركتها الصحراويين مؤتمرهم الرابع عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادى الذهب والتي تعتبر فرصة لتأكيد الدعم والمساندة لهذا الشعب الذي يتوق إلى تحقيق الإستقلال على ترابه. واستحضر ممثّل الوفد الغاني المقولة الشهيرة لنبروما الأب الروحي المؤسّس لجمهورية غانا وزعيم الاتحاد الإفريقي التي (يقول فيها إن استقلال غانا لن يكون له معنى وسوف يكون ناقصا إذا لم تتحصّل كافّة شعوب إفريقيا على استقلالها). اقتراح حملة لوقف نهب ثروات الأراضي المحتلّة أفاد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر يوم الخميس بالداخلة (مخيّمات اللاّجئين الصحراويين) بأن هناك مبادرة بحملة إعلامية مقترحة من أجل وقف نهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي. وذكّر الوزير الأول في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش لقائه الوفد الجزائري المشارك في أشغال مؤتمر جبهة البوليزاريو ب (تشكيل مرصد يتابع كل البلدان المتواطئة مع النظام المخزني المغربي لنهب الثروات الصحراء الغربية) وأضاف أن هناك توجّه عامّ للالتزام بالقيام بحملة في هذا الاتجاه تستهدف كل الشركات المتواجدة الأراضي الصحراوية المحتلّة بما فيها الشركات الإفريقية) واعتبر مثل هذه الحملة (عمل جيد) يجذب الاهتمام بوضع الشعب الصحراوي المناضل من أجل حقّه في تقرير المصير وكفاحه من أجل حماية ثرواته الطبيعية كما تدعّم المواقف السياسية المتعلقة بالنزاع في الصحراء الغربية باعتبارها (بمثابة جبهة جديدة تجمع الحقوقيين ومناضلي حقوق الانسان للالتفاف حول القضية الصحراوية).