الليبيون .. كباش فداء في حروب المصالح العالمية -الداعشية ** في الوقت التي تسعى الدول المغاربية وعلى رأسها الجزائر من خلال التوصل إلى حل سياسي يكبح شرور التدخل العسكري الغربي في ليبيا فإن هذه الأخيرة مصرّة على تجاهل وسائل السلم والحوار مضى أسلوب الحرب بحيث تتسارع الخطى الغربية بشكل حثيث في الساعات الأخيرة من أجل وضع بصمتها العسكرية الدامية في الشقيقة ليبيا على أنقاض الليبيين الأبرياء ! ق.د/وكالات يتواصل مسلسل إخفاق برلمان طبرق في التصويت على حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج للأسبوع الثالث على التوالي بينما تظهر التحركات الدولية وتحديداً الأميركية والبريطانية والألمانية أنّ البلدان الثلاثة لم تعد تعوّل على تشكيل الحكومة الليبية وتوحيد المؤسسات الأساسية ومن ضمنها الجيش لتبدأ استعداداتها للتدخل ميدانياً في ليبيا بذريعة مكافحة تنظيم (الدولة) (داعش). لكنها في الوقت نفسه تتمسك بضرورة تولي أطراف ليبية المعارك على الأرض مع توفير ما يتطلبه هذا التوجه من تدريب وتنسيق مع هذه الأطراف. وفي السياق كشف قائد قوات العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا الجنرال دونالد بولدوك عن وجود استعدادات أميركية وأوروبية ميدانية للتدخل في ليبيا لكبح تمدد داعش مشيراً إلى أن هذه الاستعدادات تتم بمعزل عن اللواء خليفة حفتر (الذي يقود العمليات العسكرية لمعسكر طبرق) وتعتمد على علاقات سابقة منذ عهد نظام معمر القذافي. الجيش الليبي المقبول غربيا وأوضح بولدوك لصحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية أنه (لدينا بفضل العلاقات السابقة مع قوات العمليات الخاصة الليبية روابط مع قادة الجيش المقبول الشراكة معهم دولياً من أجل دعمهم في ملاحقة التهديدات الإرهابية). ولفت الجنرال الأمريكي إلى أن القوات التابعة لبلاده ولبعض الحلفاء ومن بينهم فرنساوبريطانيا تعمل منذ أشهر على وضع خطط من أجل تدخل ثان في ليبيا حيث أقيم لهذا الغرض مركز تنسيق للتحالف في روما. وأوضح أن القدرة والجاهزية ليست هي الإشكالية وإنما المهم في الأمر هو أن يكون قراراً جماعياً من قبل الليبيين حول ما يريدونه. فذلك مهم للغاية حيث يتعين التدخل من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم). وأضاف (لقد خلصنا إلى أن شركاءنا بحاجة إلى مساعدة ملموسة إلى جانب المشورة وبحاجة إلى تدريب وقدر من التجهيز لإنجاح مهامهم). واعتبر بولدوك أن (ترك تنظيم داعش يتمدد في ليبيا يهدد أوروبا والشرق الأوسط فضلاً عن شركاء الولاياتالمتحدة في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية أيضاً). وأشار إلى أن التنظيم في ليبيا (أصبح قوياً إلى درجة لم يعد كافياً التغلب عليه بدون تدخل الولاياتالمتحدة لمنع توسعه المتصاعد . وأرجع المسؤول العسكري الأميركي نجاح التنظيم في التوسع داخل ليبيا إلى استمرار التنافس والصراع بين حكومتين لا تعملان سوياً لافتاً إلى (أن التدخل الأميركي أصبح ملحاً حتى لو لم يتم تشكيل حكومة واحدة في ليبيا). وضع بدأت ملامحه تظهر فعلياً منذ شهر فيفري ولا سيما بعدما نفذت الولاياتالمتحدة في 19 فيفري غارة استهدفت معسكراً للتنظيم في مدينة صبراتة الليبية والتي بدأت تستعيد شوارعها الحركة ولو ببطء عقب المعارك التي شهدتها المدينة بين عناصر من (داعش) وقوات أمنية تابعة لمعسكر طرابلس انتهت لصالح الأخيرة. وجاءت نتيجة هذه المعارك لتعزز على ما يبدو من موقع معسكر طرابلس وتحديداً قوات (فجر ليبيا) كطرف محلي أساسي في المعارك ضد داعش في وقت تتسابق فيه مختلف القوى الليبية لنيل الاعتراف الدولي بالقدرة على محاربة (الإرهاب). وفي السياق أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر في حوار مع موقع (دوتشيه فيليه) الألماني أن (مكافحة تنظيم الدولة يجب أن تنطلق من الليبيين أنفسهم) مضيفاً أن الأمر يتطلب قوات برية وأن الغارات الجوية بمفردها غير كافية. وبرر كوبلر رفضه أي تدخل عسكري خارجي في البلاد بالقول إنّ (التدخلات الأجنبية مرتبطة دائماً بنواقص لأنها لن تجلب حلولاً بعيدة المدى). وذكّر بأن العالم رأى ذلك في ليبيا عام 2011 فيما يستعد أمس الأربعاء لإلقاء كلمة أمام مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة المخصصة لبحث أحدث تطورات الوضع الليبي. دعم عسكري وبينما أكد المبعوث الأممي أن ليبيا بحاجة لحكومة وحدة وطنية تحدث عن وجود إمكانيات متعددة لدعم الليبيين مثلاً (من خلال تدريب قوات الأمن الليبية وهذا ما تخطّط له ألمانيا) على حد تعبير كوبلر. وبالفعل أعلن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني بحسب تصريحات نقلتها وكالة رويترز أن قوات ألمانية ستدرب الجيش الليبي في الأراضي التونسية لمواجهة خطر تنظيم (داعش). ولم يعطِ الحرشاني أي تفاصيل عن التدريبات أو تاريخها لكنه قال إن (مناقشات بين تونسوألمانيا بشأن تدريب قوات ألمانية لقوات الجيش والأمن الليبية في تونس بدأت. نحن موافقون على مبدأ المشروع). وتأتي تأكيدات وزير الدفاع التونسي لجهة الرغبة في المشاركة في تكوين نواة للأمن والجيش الليبيين في تونس بعدما كان وفد ألماني قد زار تونس الأسبوع الماضي لإجراء محادثات بشأن هذا الموضوع وتدريب ألمانيا للجيش التونسي أيضاً والمساعدة على ضبط الحدود مع ليبيا لمنع تسلل مقاتلي (الدولة الإسلامية). كما يأتي الإعلان عن المخطط الألماني بعد يوم من كشف وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بريطانيا سترسل قوات إلى تونس للمساعدة في منع مقاتلي تنظيم (الدولة الإسلامية) من دخول البلاد عبر الحدود مع ليبيا. وتكثف السلطات التونسية من إجراءاتها الأمنية المشددة على الحدود المشتركة مع ليبيا لمنع تسلل أي عناصر تابعة للتنظيم في الاتجاهين.