افتتحت السلطات الإسرائيلية مؤخرا موقعا ملاصقا للجدار الغربي للحرم القدسي وفي قلب الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس ليصلي فيه المتطرفون اليهود وسط تخوفات بأن يسعى مستوطنون لاستغلال ذلك من أجل الاستيلاء على عقارات فلسطينية في المكان. وقالت صحيفة (هآرتس) أمس الجمعة إن سلطة تطوير القدس التابعة للحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس أزالت مؤخرا دعائم في موقع (الحائط الصغير)، خارقة بذلك الوضع القائم في أكثر الأماكن حساسية في القدس، وتم افتتاح الموقع بصورة رسمية للصلاة والاحتفالات استجابة لطلب جمعية (عطيرت كوهانيم) التي تسعى إلى تهويد البلدة القديمة منذ عشرات السنين. وقال مدير جمعية رواق في الحرم والمحاضر في جامعة بير زيت الدكتور نظمي الجعبي ليونايتد برس انترناشونال إن الاسم العربي للموقع هو (رباط الكرد) وهو مبنى من الفترة المملوكية وملاصق للجدار الغربي للحرم. وأضاف الجعبي إن الدعائم الموجودة في الموقع تم وضعها من أجل حفر نفق تحت الرباط وأن الحفريات أدت إلى تفسخ جدران في المكان. وحذر الوقف الإسلامي في القدس من إزالة الدعائم في (رباط الكرد) ومن منح اليهود إذنا للصلاة فيه. ووقعت خلال السنوات الماضية مواجهات واحتكاكات عديدة بين سكان (رباط الكرد) والمستوطنين الذين حضروا إلى المكان للصلاة. وأشارت (هآرتس) إلى أنه بسبب حساسية المكان فإن الشرطة الإسرائيلية كانت تحافظ على الوضع القائم فيه وحكومة إسرائيل لم تعلن أبدا عنه بأنه "مكان مقدس". ويقع رباط الكرد على بعد 175 مترا إلى الشمال من باحة حائط البراق وخلال السنوات الأخيرة كانت تصله مجموعاتٌ من المستوطنين اليهود للصلاة فيه. وخلال أعمال حفريات نفذتها إسرائيل في ما يسمى ب"نفق الحائط المبكى" في العام 1972 كان هناك تخوف على بيوت المواطنين الفلسطينيين القائمة فوق قوس من الحجارة في (رباط الكرد) وتمت مطالبة المقاولين الإسرائيليين بوضع دعائم. وقال أمير حيشين، الذي كان مستشار رئيس بلدية القدس الأسبق تيدي كوليك للشؤون العربية، ل(هآرتس) إنه على خلفية حساسية المكان رفض كوليك في حينه طلبات جمعية (عطيرت كوهانيم) بإزالة الدعائم وذلك على الرغم من علمه أن الدعائم لم تعد تدعم القوس. وأضاف حيشين أنه تحدث مؤخرا مع السكان العرب في المكان الذين قالوا له إنه لم يبلغهم أحد بإزالة الدعائم ولم يسألهم أحد عن رأيهم في ذلك. وكانت لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست قد عقدت اجتماعا قبل ثلاثة شهور في أعقاب زيارة أعضاء اللجنة ل(رباط الكرد) وطالب رئيسها عضو الكنيست زبولون أورليف من كتلة (البيت اليهودي) اليمينية المتطرفة بتوسيع المكان. لكن مندوب وزارة السياحة الإسرائيلية أكد خلال الاجتماع أنه لا يمكن توسيع الموقع لأنه يشكل ممرا ل17 عائلة فلسطينية تسكن في المكان وحذر من تغيير الوضع القائم بسبب حساسيته وقربه من الحرم ومسجدي الأقصى وقبة الصخرة. وقال حيشين محذرا إنه "من سيضمن ألا تستخدم عطيرت كوهانيم ومجموعات أخرى (استيطانية) المدخل المريح للسكان العرب إلى بيوتهم كمكان للتجمعات والصلاة وإزعاج السكان؟ وهل سيجرؤ أحد على منع اليهود من الصلاة؟". وقال مؤسس حركة (عير عاميم) المناهضة للاستيطان في القدس داني زايدمان إن "إدخال جهات متطرفة إلى قلب الحي الإسلامي ينطوي على خطر تحويل صراع سياسي قابل للحل إلى صراع ديني عنيف".