عندما تتدخل يد البشر لهدم الطبيعة آفة إبادة الحيوانات البرية تهدد بانقراضها يبدو أن العنف في مجتمعنا لم يسلم منه حتى الحيوان ككائن حي أوصانا ديننا الحنيف بعدم أذيته إلا في الأطر الشرعية كالنحر في عيد الأضحى أو النحر من أجل التزود باللحوم الحلال لكن يبدو أن بعض الأيادي الغادرة أبت إلا القضاء على تلك الكائنات الحية بطرق لا يتقبلها العقل وتكون عن طريق مطاردتها في الغابات سواء كانت حيوانات أليفة كالأرانب مثلا أو حيوانات غير أليفة كالذئاب ويتم قتلها بأبشع الطرق والصور ليس لغاية الانتفاع منها وإنما تقتيل الحيوانات صار طريقة للهو والاستمتاع عند بعضهم ما يظهر من الفيديوهات الغريبة التي تنتشر عبر اليتيوب والأنترنت وكأن هؤلاء يفتخرون بما يصنعون من تعذيب وتقتيل الحيوانات. ففي الوقت الذي تحاول فيه المجتمعات والدول البحث عن أنجع الطرق للحفاظ على تنوعها البيولوجي نتفنن نحن في الجزائر لتطوير أفتك الطرق للقضاء على ما تبقي من أصناف حيوانية ونباتية. من الطرق المبتكرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة عملية المطاردة الجماعية للحيوانات البرية حيث يقوم عشرات الشباب والكهول مدججين بالعصي ومختلف الأسلحة البيضاء وكذلك الكلاب المدربة من نوع السلوقي بمطاردة جهنمية للحيوانات البرية بعد الوصول إلى المنطقة المبرمجة ينتشرون عبر الأوهاد والوديان والهضاب ويحدثون الضوضاء كي تخرج الحيوانات من أوكارها عندما تحاول هذه الأخيرة الفرار تنقض عليها الكلاب من كل جهة حتى تقضي عليها بطريقة أقل ما يقال عليها دموية وشنعاء الغريب في الأمر هو تلذذ هِؤلاء الشباب بلحظة القضاء على الحيوانات من طرف الكلاب. إن هذه الطريقة قد تقضي على العديد من الأصناف الحيوانية مثل الثعالب والذئاب والأرانب وغيرها مما يؤدي إلى اختلال وتدهور الأنظمة البيئية بجميع تكويناتها الحيوانية والنباتية. ومما يزيد الأمر خطورة هو عدم تحرك الجهات المعنية من إدارات ومؤسسات وجمعيات في حين تنتشر هذه الظاهرة بسرعة عن طريق الإشهار في اليوتيوب بعدة فيديوهات تشجع هذا العمل وكأنه خدمة جليلة للمجتمع.