يقوم الجيش في تونس حاليا بالتعاون مع لجان أهلية بحماية الأرواح والممتلكات في العديد من المدن بعد الانسحاب المفاجئ لقوات الأمن منها وانتشار مليشيات مسلحة تقوم بأعمال سلب ونهب. وقال الصحفي لطفي حجي إن المواطنين شكلوا العديد من اللجان الأهلية التي تتزايد حاليا في المدن لحماية مناطقهم من المليشيات المسلحة، وإنه يوجد تعاون مع الجيش في هذا الصدد حيث تقوم مروحيات عسكرية بالتحليق لملاحقة هؤلاء المسلحين. وأوضح أن هذه المليشيات خليط من أتباع نظام زين العابدين بن علي والفقراء والمحرومين معتبرا أن المليشيات المسلحة تهدف على ما يبدو إلى تشويه الحركة الاحتجاجية الشعبية التي نجحت في الإطاحة برأس النظام، ولكي يقول الناس إن الديكتاتورية أفضل من الفوضى. وقال المتحدث باسم حركة الوحدويين الناصريين التونسيين عمر الشاهد إن أعمال العنف مسؤولة عنها "مليشيات منظمة وفق خطة محكمة بإمكانات كبيرة بهدف إنهاك واستنزاف الشعب التونسي وإجباره على القبول بأي وجه سياسي ولو كان من الدرجة الثالثة أو الرابعة أو حتى من بقايا النظام البائد". وقد أفاد شهود عيان بأن عددا من المدن التونسية شهدت في الساعات الماضية حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني. وأكد الشهود أن عمليات نهب وسلب واسعة تستهدف مباني عامة وخاصة ومنازل المواطنين. وتسود حالة ذعر شديد في أوساط السكان في عدد من أحياء تونس العاصمة مثل المرسى وقمرت وسكرة والمروج والمنيهلة ورياض الأندلس ورأس جبل وماتلين التابعتين لولاية بنزرت. كما أفاد سكان في ولاية مدنين في أقصى الجنوب التونسي عن حالات مماثلة وبأن السكان ظلوا متيقظين ومسلحين بالعصي لحماية منازلهم وأسرهم. وقد وجه بعض السكان من عدة مناطق تونسية نداءات استغاثة عاجلة عبر الجزيرة تطالب الجيش بالتدخل لاستعادة الأمن.