خوفا من الموت تحت الأنقاض 15 عائلة بدرب ديب بالقصبة تُطالب بالترحيل سريعا
مليكة حراث تنتظر أزيد من 15 عائلة قاطنة بدرب ديب ببلدية القصبة واحدة منها تقطن في قبو منذ 50 سنة بشغف ترحيلها إلى سكنات لائقة خلال أواخر الشهر الجاري حيث أعربوا عن تذمرهم الشديد من سياسة التهميش التي طالتهم من طرف السلطات المحلية خاصة وأن سكناتهم تشهد تدهورا فظيعا. كشف محدثونا أن سكناتهم قابلة للانهيار في أية لحظة سواء في فصل الشتاء أو الصيف نتيجة ما آلت إليه من تدهور وبات البقاء فيها بمثابة الكابوس أو الشبح الأسود وأردف محدثونا أن في الآونة الأخيرة أجبرت العائلات على قضاء ليالي بيضاء بفعل تسربات مياه الأمطار من الثقوب المتواجدة على مستوى أسقف البنايات وبين الجدران المتصدعة نتيجة التدهور الذي لحق بها ناهيك عن الرطوبة العالية التي تعرفها هذه البيوت التي نتج عنها إصابة معظم العائلات بأزمات صحية معقدة خصوصا الحساسية والربو وكان ضحايا هذا الوضع الكارثي بالدرجة الأولى هم الأطفال الأبرياء الذين تعرضوا لأمراض مزدوجة صحية ونفسية وقد أكد أحد القاطنين من خلال تصريحاته أن إحدى بناته تعرّضت إلى حالة نفسية حادة بسبب الوضع المزري أدى الى توقفها عن الدراسة وصارت تداوم عند أخصائي نفساني بعدما لاحظ هذا الأخير حالة الانطواء والاكتئاب التي لازمت ابنته بالإضافة الى تدهور حالتها الصحية أيضا بسبب الظروف المحيطة بهم خاصة بعد تساقط أجزاء من الأسقف والجدران بالبناية التي أحدثت هلعا وخوفا كبيرين --يقول الوالد-- من يومها لاحظت عائلته بتغير تصرفاتها والتزامها الصمت وعدم مخالطة رفيقاتها كما كانت في السابق وأرجعت العائلة تدهور حالة ابنتهم وانحراف باقي أبناء العائلات المقيمة بذات الحي إلى المسؤولين الذين تنصلوا من مسؤولياتهم إزاء طلباتهم وانشغالاتهم. شروط الحياة منعدمة بسبب اهتراء البيوت الشبيهة -حسبهم- بعلب السردين لتتحول مع مرور الوقت إلى هاجس يؤرق حياتهم والمعاناة اليومية التي يحيونها مردها إلى السلطات المحلية -حسبهم- حيث لم تكلف نفسها التنقل إلى مقر سكناتهم والوقوف على حجم الظروف القاسية داخل زنزانات دون أن يشفق على حالها أية جهة معنية رغم الشكاوي المقدمة في عدة مرات إلا أنها لم تلق أذانا صاغية إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وحسبهم أنه رغم تصنيف البناية ضمن الخانة الحمراء ومطالبة رجال الحماية المدنية بإخلائها في حالة تدخلها في أي طارئ إلا أن السلطات ضربت الخطر المحدق بالسكان عرض الحائط كما لو كان الموضوع في غير صلاحياتها. وفي ذات السياق عبر بعض القاطنين بدرب ديب عن سخطهم نتيجة جملة المشاكل اليومية مع انسداد قنوات الصرف الصحي من حين لآخر ما ساهم في انتشار الروائح الكريهة وزاد الأمور تعقيدا ناهيك عن الإنقطاعات المتكررة للكهرباء التي بات هاجسا مقلقا للعائلات سيما في الأيام الأخيرة نتيجة التقلبات الجوية وتتساءل العائلات لماذا تنتهج السلطات سياسة التجاهل اتجاه انشغالاتهم ومشاكلهم ومدى الخطر المتربص بهم منذ عقود؟. وأمام هذه الأوضاع الكارثية يُطالب قاطنو درب ديب بالقصبة التدخل الفوري لوالي العاصمة ومنحهم سكنات ملائمة آمنة على حياتهم من الموت تحت الأنقاض.