طقوس وعادات لجلب الفأل الحسن عائلات تستقبل الربيع ب المبرجة و الرفيس دأبت العائلات الجزائرية على استقبال فصل الربيع بفرح وبهجة عارمين وجعله فصلا للتفاؤل واعتمدت في ذلك طقوسا وعادات لجلب الفأل الحسن في الأسر والعيش في سعادة حتى أن بعض العائلات وتزامنا مع العطلة الربيعية اختارت تسطير جولات إلى الحدائق والمنتزهات العائلية لعيش أجواء ممتعة لاسيما مع الطقس المعتدل الذي تعرفه هذه الأيام. نسيمة خباجة اعتادت جداتنا على استقبال الربيع في أبهى حلة بالمنازل وساحاتها وحتى خارج البيوت ففصل الربيع هو فصل للفرحة والبهجة والتفاؤل النابعين من الإخضرار الذي يكسو الطبيعة وتتفاعل ربات البيوت أيضا مع فرحة الطبيعة إن صح التعبير فالطبيعة الغاضبة خلال فصل الشتاء تستبشر خيرا بحلول فصل الربيع مما يبعث النسوة على النشاط وإعداد أشهى الأكلات والخروج إلى التنزه عبر الحدائق. ومن بين العادات التي التزمت بها النسوة خلال الفصل أو بالأحرى في الأيام الأولى من حلوله والتي نعيش على وقعها بعد أن حل علينا الربيع يوم أمس تحضير المبرجة فهي أكلة اقترنت بحلول فصل الربيع وهي تُحضر بالتمر الحلو المطحون أو كما يعرف بالغرس والدقيق والسمن وتقسم إلى أبراج ومنها استوحى اسم المبرجة وهي أكلة شهيرة في معظم ولايات الوطن وتتفنن أنامل النسوة في تحضيرها وإلى جانب ذلك هناك من النسوة من يحضرن الرفيس وهو أيضا نوع من الحلويات التقلييدية الذي يحضر بالتمر المطحون والدقيق ويكون مذاقه حلوا تيمنا بالفأل الحسن. حتى أن بعض الأسر تعكف على إقامة الوعدات بالبادية أو الوزيعة ويتم توزيع اللحم كصدقة وإعداد طبق الكسكس وأكله جماعة في الهواء الطلق استبشارا بحلول فصل الربيع والجو المعتدل الجميل. اغتمنا الفرصة ونزلنا إلى الشارع الجزائري من أجل رصد كيفية استقبال النسوة لفصل الربيع الذي نعيش أيامه الأولى وسوف يمكث معنا كضيف عزيز لمدة ثلاثة أشهر لنستقبل بعده فصل الصيف فصل الأفراح والمناسبات السعيدة. أول من تكلمنا معها هي السيدة زهور في العقد الخامس قالت إنها بالفعل لازالت تلتزم بالعادة التي ورثتها عن أمها وجدتها فهي تحضر المبرجة والرفيس في صبيحة اليوم الأول من حلول الربيع وكان كذلك الحال بالأمس بحيث صحا أبناؤها على رائحة (المبرجة) ورافقوها مع قهوة الصباح مثلما كانت تفعله أمها أيام زمان فهي التزمت بالعادة كما تنقلها لبناتها لعدم اندثار مثل تلك العادات الطيبة فرسولنا الكريم أوصانا بالفأل الحسن _ تقول _ كما لا تفوت التصدق بجزء من المبرجة إلى جيرانها المحتاجين وإهدائها للميسورين وتحس براحة كبيرة بعد الإقدام على تلك الخطوة خاصة وأنها تحضر كمية لا بأس بها من المبرجة. السيدة رشيدة هي الأخرى لم تفوت العادة وحضرت مستلزمات المبرجة أياما قبل حلول فصل الربيع واقتنت الدقيق والسمن والتمر المطحون لتحضيرها لأفراد العائلة الذين يهوونها كثيرا مع وجبة القهوة فلم تفوت فرصة حلول فصل الربيع لإمتاع عائلتها بها وعاشوا أجواء رائعة في البيت قضت نوعا ما على الروتين اليومي وأضافت أن تلك العادات ذات أبعاد فهي تجلب الفأل الحسن وتزيد من ألفة وترابط أفراد العائلة الواحدة أما الآنسة نوال فقالت إنها بالفعل تتفاعل مع تلك العادة إلا أنها لا تتقن تحضير المبرجة وكانت مهمة تحضيرها هذه المرة في البيت لها خاصة وأنها ستزف إلى بيت زوجها في هذه الصائفة وأهل زوجها من الشرق وهي منطقة معروفة بالالتزام بتلك العادات الطيبة ولحسن حظها نجحت في التجربة بشهادة أفراد العائلة بحيث استمتعوا بأكل المبرجة في أجواء رائعة حتى أنهم طلبوا منها القدوم في الربيع المقبل ضيفة من بيت زوجها لإعدادها للعائلة إلا أنها تأبى وتفضل تحضيرها لأهل زوجها كما قالت وفضلت إعادة المهمة إلى أمها. أصحاب المحلات هم الآخرون أكدوا الإقبال الكبير للنسوة على مختلف المواد التي تدخل في تحضير الكيفيات الحلوة على غرار الزبدة والسمن والدقيق والتمر المطحون المطلوب جدا خلال كامل فصل الربيع لتحضير بعض الحلويات التقليدية الخاصة بالفصل من أجل إرفاقها أثناء الخروج في نزهات عائلية والتمتع بالجو الجميل.