اعتقلت السلطات الامنية السودانية صباح أمس الثلاثاء الزعيم المعارض حسن الترابي، وذلك بعد يوم واحد من دعوة حزبه إلى "انتفاضة شعبية" ما لم تلغ الحكومة قراراتها الاخيرة برفع اسعار الوقود وبعض المواد الاساسية. ونقلت وكالة "رويترز" عن عواد بابكر سكرتير الترابي الخاص قوله: "ان رجال الامن اعتقلوا الترابي بعد ان داهموا منزله واصطدموا باحد مساعديه الذي اعتقل هو الآخر". وكان الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي قد قال الاثنين: "ان قيام انتفاضة شعبية في السودان على غرار ما حصل في تونس أمر مرجح"، مضيفا ان "هذه الانتفاضة الشعبية ما لم تقع لن يعني ذلك عدم وقوع سفك للدماء في السودان". واضاف الترابي في الخرطوم: "لقد عرفت هذه البلاد انتفاضات شعبية في السابق، ومن المرجح أن يحصل الشيء نفسه في السودان"، مضيفا "وفي حال لم تحصل انتفاضة قد يقع سفك دماء لأن الجميع مسلحون في السودان". وكانت المعارضة السودانية قد هددت الاحد بتنظيم تظاهرات شعبية ما لم تقل الحكومة وزير ماليتها وتحل البرلمان وذلك على خلفية قراراتها برفع الاسعار. وأصدر ائتلاف المعارضة الذي يضم نحو عشرين حزبا بيانا هدد فيه بالنزول إلى الشارع إذا لم يتم حل البرلمان وعزل وزير المالية. واتهم بيان المعارضة وزير المالية بأنه لم يكن امينا في تقديمه للميزانية، وقال مسئول المعارضة كمال عمير "ان زعماء الاحزاب سيجتمعون الاربعاء للتخطيط لاحتجاجات الشوارع"، مضيفا "انهم مستعدون للقتال من اجل التغيير ويعدون من اجل ثورة شعبية". وكانت حكومة الخرطوم قد اعلنت عن هذه القرارات الاستثنائية لمواجهة العجز في ميزانيتها، وتشمل القرارات رفع اسعار المنتجات النفطية والسكر وغيرها. ويذكر ان الترابي خضع للاعتقال عدة مرات منذ انفصاله في عام 1999 عن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير، كانت آخرها في العام الماضي عندما اوقف لمدة شهر ونصف بعد اتهامه الرئيس البشير بتزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في افريل من ذلك العام.