ما كان أغنانا عن كلّ الذي حصل ويحصل من تخريب وتحطيم للأملاك الخاصّة والعمومية، والتي لا يأتي من إحراقها شيء يمكن الحصول عليه، اللّهم إلاّ زيادة في الاحتقان وزرع الكراهية بين المواطنيين، خاصّة أولئك الذين تعرّضت ممتلكاتهم للاعتداء من قبل أناس لا هدف لهم إلاّ الانتقام وزرع البلبلة في أوساط الجماهير، خاصّة تلك التي تعاني صعوبة في الحياة اليومية، وهذا بهدف إحداث فتنة كبرى بين أبناء الشعب الواحد. كان على هؤلاء الذين يدعون من وراء البحار وعلى آلاف الأميال الشعب الجزائري للخروج إلى الشارع والتعبير عمّا يعترضهم من مشاكل حياتية بالحرق والكسر أن يعودوا بالذاكرة إلى الوراء لسنوات وينظروا كيف كانت الجزائر تحترق بأيدي أبنائها وبناتها وعدو الداخل والخارج مسرورا بذلك يتفرّج علينا ونحن نخرب أرض الشهداء بأنفسنا، إلاّ أن قيض اللّه لنا العافية والسلامة مع مجيء فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة الذي زرع في الأمّة الجزائرية بذور الأمل والحياة فكانت سنواته ومازالت سنوات خير وبركة على كلّ الشعب الجزائري، لكن مع ذلك لا ننسى أن الأزمة الاقتصادية العالمية ضربت العالم كلّه وبدون شكّ أصابتنا نحن كذلك وزدنا عليها سوء التسيير من البعض، خاصّة الخواص المستوردين للمواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع. إن زراعة الأمل في نفس كلّ جزائري وخاصّة في أوساط أولئك الشباب الذين مازالوا لا يقدّرون للوطن حقّ قدره بات من الضروري والأكيد وهذا حتى لا تخرج الأمور عن زمامها، وساعتها لا ينفع النّدم. فالهدوء والسكينة ومعالجة جميع القضايا مهما كان نوعها لا يكون إلاّ بالحوار والاستماع بعضنا لبعض، كما يحدث في كلّ الدول المتحضّرة ولدى جميع الشعوب المتمدّنة. علينا كمواطنين أن لا نستسلم لليأس ونعمل من أجل أن تبقى مؤسسات الشعب واقفة سليمة، كما يجب علينا كمسؤولين أن نعمل على نزع فتيل الفتنة وبثّ في النّفوس كلّ ما يدعو للتضامن، فنحن جميعا زراع حياة وأمل لا زرّاع شوك ويأس.