ودعت بشار، أمس الأول، جوهرتها وحاملة صوتها إلى العالم حسنة، في جنازة مهيبة .وكانت الفنانة قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى يوم الأربعاء عن عمر ناهز ال74 عاما ، تاركة خلفها تاريخا حافلا بالتميز والإبداع في ميدان الموسيقى الصحراوية، ولدت الراحلة سنة 1950 في ولاية بشار، صدحت حنجرتها ومثلت التراث المحلي الجزائري، عبر موسيقى الديوان والعزف على آلة القمبري، مخلفة أثرا كبيرا لدى الفنانين الذين أتوا بعدها وشكلت قدوة لهم، وتأتي هذه الشهرة التي حققتها كونها المرأة الوحيدة التي برعت في العزف على القمبري، هذه الآلة الموسيقية الوترية التي كانت حكرا على العازفين من المعاليم الرجال، كما صرح عبد المجيد زيان، موسيقي بفرقة ديوان الواحة المحلية، لوكالة الأنباء الجزائرية، وتركت الفقيدة حسنة التي كانت تعزف بإتقان أيضا على العود والمندول والهارمونيكا، رصيدا فنيا هاما من الأغاني والموسيقى التي تعكس مدى غنى التراث الثقافي للساورة، وفق نور الدين راحو رئيس الجمعية الثقافية والفنية الصحراوية. أسست سنة 2015 فرقة «لما البشارية» التي ضمت العديد من الفنانين، وعملت الفرقة على التعريف بالتراث الجزائري العريق بالجنوب الغربي الجزائري المعروف بالفردة الجزائرية، شاركت في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية بالجزائر، فرنسا، بلجيكا، المملكة المتحدة، مصر وكندا، ولعبت حسنة البشارية، دورا بارزا طوال مسيرتها الفنية في الارتقاء بموسيقى الديوان والمساهمة من خلال أعمالها في الحفاظ على جانب من التراث الثقافي للبلاد المتمثل في موسيقى الديوان، حيث التحقت الفقيدة حسنة التي ذاع صيتها محليا خلال السبعينيات من خلال تنشيطها لحفلات الزفاف وغيرها من الحفلات العائلية في بشار وأيضا في مدن أخرى بجنوب وشمال الوطن، بباريس في سنوات التسعينيات حيث تعرف عليها الجمهور الأوروبي والجزائري من خلال أغنيتها «الجزائر جوهرة». وقد تم إنجاز إنشاء فيلم وثائقي حول مسيرة حسناء الصحراء بعنوان «مغنية الروك في الصحراء»، للمخرجة الجزائرية المقيمة في كندا سارة ناصر، تكريما لما قدمته للفن الجزائري طيلة مسيرتها. و عرفت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تفاعلا كبيرا مع خبر وفاة سفيرة الفن القناوي، وصاحبة رائعة «الجزائر جوهرة» ، لتنتشر صورها عبر مختلف الصفحات وكلمات الرثاء والتذكير بمسيرة فنية امتدت على مدار 30 سنة لحسناء الصحراء. فنانون، ومحبون وجمهور عريض، عزوا في وفاة أول عازفة على آلة القمبري، حيث نشروا صورا للفنانة وذكروا بخصالها وما قدمته للموسيقى الجزائرية والعالمية، كصفحة وزارة الثقافة والفنون على موقع فيسبوك التي نشرت تعزية خاصة للراحلة وكذا صفحة الديوان الوطني لحقوق المؤلف، إلى جانب صفحات شخصية وأخرى لمجموعات ولائية، ثقافية وفنية.