ع· محمد اعتبرت تقارير صحفية صهيونية أن إقدام المواطن المصري عبده عبد المنعم على إشعال النّيران في نفسه أمام مجلس الشعب المصري أوّل أمس، جاء من وحي احتجاجات تونس التي تفجّرت شرارتها إثر إقدام شاّب جامعي على الانتحار بسبب مصادرة عربة خضار كان يتكسّب منها، وهو ما أدّى إلى احتجاجات أدّت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي· وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن ما فعله عبد المنعم يعيد إلى الذاكرة تلك الواقعة التي أشعلت المظاهرات العاصفة في تونس حينما قام مواطن تونسي بنفس الفعل احتجاجا على مصادرة الشرطة هناك لبضائعه، وأضافت أن أحداث تونس أصبحت إلهاما ووحيا للمتظاهرين في شوارع العالم العربي، وهو ما ظهر جليا فيما فعله ذلك المواطن المصري الذي قام بإشعال النّيران في نفسه أمام مبنى البرلمان بالقاهرة احتجاجا أيضا على الظروف المعيشية القاسية· وأوضحت أن عواصف المظاهرات التي اجتاحت تونس وأدّت نهاية الأسبوع إلى إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي اندلعت بعد قيام الشابّ محمد البوعزيزي بإشعال النّار في نفسه، مشيرة إلى أن الأخير وافته المنية بعد أسبوعين من الحادث إلاّ أن مظاهرات حاشدة من الطلبة والعاطلين اجتاحت البلاد اعتراضا على الظروف المعيشية القاسية وفساد النّظام· بدورها، نقلت صحيفة كالكاليست الاقتصادية الإسرائيلية تحذيرات أكاديميين إسرائيليين من تكرار نفس سيناريو تونس في عدد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر· ونقلت الصحيفة عن يهودا سعدون مؤرّخ إسرائيلي وديينس شاربيط أستاذ العلوم السياسية قولهما إن ما شهدته تونس من أحداث خلال الأيّام الماضية ستكون له تأثيرات شديدة على الدول العربية وعلى رأسها مصر، وأضافا إنه في مصر هناك احتمال أن تنفجر قنبلة الشباب العاطلين والغاضبين من عدم توفّر فرص العمل، وأشارا إلى أن هناك سببا آخر لتكرار نفس سيناريو تونس وبشكل أكبر ممّا حدث في الأخيرة، وذكرا أن تونس دولة معتدلة نسبيا بينما في مصر هناك أحزاب إسلامية متطرّفة تعمل تحت إطار قانوني، وفي وضع تتميّز فيه مصر بعدم الاستقرار الاقتصادي والفجوات الاجتماعية بين مواطنيها ستعرف هذه الأحزاب كيف تلعب جيّدا على نغمة البطالة وإعلاء شعار الإسلام هو الحل والبديل حسب قولهما·