عشية الاحتفال بعيد العلم دقت ساعة النهاية معلنة رحيل إحدى نساء التربية المخلصات لللاتي أفنين أعمارهن وشبابهن خدمة للأجيال وخدمة للتربية وخدمة للوطن. وللأسف سيطل علينا يوم العلم بدون عودة بلفرد مديرة مدرسة الشهيد لباز مصطفى سابقا بالجلفة. رحلت الفقيدة عن عمر يناهز 73 سنة (مواليد 1943.03.08) تاركة وراءها 03 أولاد كلهم تربوا في أحضانها وشربوا من دفء حنانها وعطائها ونجاحها وسيرتها العطرة المليئة بحبها للناس وللأجيال فكانوا بدورهم ثمرة طيبة لفقيدة العلم والتربية. التحقت الفقيدة عودة بلفرد بسلك التعليم بتاريخ 1960 وهذا كأول أستاذة تعليم متوسط لمادة العلوم الطبيعية والرياضيات école collège مديرية التربية سابقا وقد تتلمذ على يدها شقيقها لزهاري بلفرد وفي سنة 1973 عينت كأول مديرة لمدرسة الشهيد لباز مصطفى بالجلفة إلى غاية خروجها لتقاعد سنة 1991 وفي هذه المدرسة العريقة ظلت تمارس مهامها النبيلة وكانت مسيرتها حافلة ومثمرة وناجحة حيث تعتبر أول مدرسة تشارك في حصة الأسطورة الحديقة الساحرة سنة 76 بالإضافة إلى انها أول مدرسة تفتح لديها أقسام حضانة وهذا كله بمجهودات الفقيدة وطاقمها المختار المتميز بدقة. وظلت هاته الفقيدة بعد تقاعدها في عطائها ومسيرتها الثانية ألا وهي تربية أحفادها ومراعاة زوجها الفاضل سي محمد بلحرش إلى غاية 2013 حيث ألزمها المرضُ الفراش وظلت ماكثة بالبيت بعيدة نوعا ما عن الأنظار إلى غاية الأسبوع الفارط حيث تمكن منها المرض لتنقل على جناح السرعة إلى مستشفى الجلفة وتدخل في غيبوبة حيث وافتها المنية صباح يوم الأربعاء 13 أفريل 2016 وهنا وفي هذا التاريخ وعلى الساعة 12 منه تدق الساعة معلنة نهاية وسقوط القلم في عيد العلم ويعلن عن وفاة مربية الأجيال المديرة والأم والأخت والزوجة عودة بلفرد . وتم مواراة الفقيدة الثرى مساء يوم الخميس بمقبرة سي علي بن دنيدينة بحضور السلطات المحلية والعسكرية يتقدمهم السيد عبد القادر جلاوي والي ولاية الجلفة وجمع غفير من محبيها وأصدقائها وزملائها في المهنة.