أشار تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية عن وقوع اعتداءات عشوائية على القرى التونسية النّائية قامت فيها ميليشيات زين العابدين بن علي بعمليات اغتصاب لفتيات تونسيات أمام ذويهم وفقا لما ذكرته النّاشطة سهام بن سدرين من المجلس الوطني للحرّيات· قالت الصحيفة البريطانية إنه بالرغم من خروج زين العابدين بن علي، إلاّ أن الميليشيات الموالية له، والتي يصل عددها إلى عشرات الآلاف لاتزال تفتك بالمدنيين في عمليات تخريب ونهب واسعة· بدأت تتكشّف فظائع عمليات القمع والقتل التي ارتكبتها شرطة بن علي على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، وتقدّر جماعات حقوق الإنسان سقوط ما يقارب 200 ضحّية منذ 17 ديسمبر· وفي مداهمات عشوائية في المناطق الريفية النّائية أطلقت ميليشيات زين العابدين بن علي النّار على رؤوس فتيان صغار جرى رمي جثثهم في مناطق بعيدة، فيما يبحث أهاليهم عنهم على أنهم مفقودون· كما اغتصبت قوّات الشرطة الموالية لزين العابدين بن علي فتيات ونساء من أحياء الفقراء في القصرين وتالا حولهما من القرى الداخلية يوم الأثنين، وتشير بن سدرين إلى أن عمليات الاغتصاب هذه هي جرائم انتقامية ضد الشعب التونسي لمدينين لا علاقة لهم بأيّ شيء، وقد جرى اغتصابهن أمام أهاليهن فيما صوّبت الأسلحة إلى الرجال خلال وقوع هذه الجرائم الفظيعة· الاغتصاب كان قد تحوّل إلى وسيلة تعذيب واسعة الانتشار خلال حكم نظام زين العابدين بن علي، حيث كان يجري اغتصاب النّساء التونسيات والرجال أيضا في أقبية وزارة الداخلية وفقا للصحيفة· وكان سليم شيبوب، صهر الرئيس التونسي المخلوع قد أكّد لمصالح الأمن التونسية خلال جلسات التحقيق التي تجريها معه بعد القبض عليه، أن حوالي 800 سيّارة معبّأة بالمتفجّرات تمّ نشرها في أرجاء تونس، خاصّة في العاصمة تونس، متّهما قيادات الشرطة الموالية لرئيس بن علي بالوقوف وراء العملية· وذكرت جريدة لوبوان الفرنسية التي أوردت المعلومة أن قيادات الجيش أخذت المعلومات الخطيرة التي أدلى بها صهر بن علي على محمل الجدّ، وهي تقوم بعمليات تمشيط دقيقة للتحقّق من صدقية المعلومات وإبطال مفعول هذه السيّارات إن وجدت· ويجد الجيش التونسي نفسه في صراع مع الوقت للقضاء على القنّاصين التابعين للحرس الرئاسي، وكذا قوّات الشرطة الموالين للرئيس المخلوع بن علي، والذين يقومون بعمليات تقتيل واسعة ضد المواطنين التونسيين وخلّفوا العشرات من الضحايا من بينهم جزائريان أحدهما جريح·