إعداد: كريم مادي تاريخ العميد .. من التأسيس إلى التتويج (الجزء الثالث) حكايتنا عن عميد الأندية الجزائرية تتواصل ومعها يتواصل التشويق خاصة بالنسبة للجيل الحالي الذين لا يعرفون إلا القليل والقليل عن تاريخ المولودية فبعد أن تعرفنا في الحلقتين الماضيتين عن تاريخ المولودية إبان الحقبة لاستعمارية كما تعرفنا في الحلقة الماضية عن قائمة شهداء المولودية الذين سقطوا فداء للوطن. في حلقة اليوم سنتناول مسيرة المولودية من فجر الاستقلال إلى منتصف السبعينيات ومن خلالها ستستوقفنا الكثير من الأحداث المميزة لفريق العميد منها على وجه الخصوص القرار الوزاري عام 1965 الذي أقر بإنزال (العميد) إلى الدرجة الثانية رغم أنه كان قاب قوسين من انتزاع لقب البطولة الوطنية وفي الموسم الموالي تقرر إبقاء المولودية في القسم الثاني بالرغم من إنهائه البطولة في المركز الأول بفارق عشر نقاط كاملة عن الجار الاتحاد. وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر نبدأ من فجر الاستقلال وكيف كانت انطلاقة المولودية. أول موسم بعد الاستقلال العميد في المركز الثاني بعد تأسيس وزارة الشباب والرياضة الجزائرية قامت بإعادة بعث البطولة الوطنية على شكل دوري جهوي حيث قام النادي بتدعيم التشكيلة باللاعبين السابقين لمنتخب جبهة التحرير الوطني ويتعلق الأمر بكل من الحارس عبد الرحمن بوبكر والمهاجم أمقران وليكان. انطلقت المنافسة على شكل بطولة جهوية وتم تقسيم الفرق على عدة أفواج كل فوج يحوي 10 فرق احتلت المولودية صدارة مجموعتها بعد منافسة شرسة مع شبيبة القبائل حيث تواصلت القبضة الحديدية بين الفريقين إلى غاية الجولة الأخيرة أين التقى الفريقان على ملعب بولوغين والشبيبة متفوقة على العميد بنقطتين في الترتيب وقد كانت النتيجة بيضاء إلى غاية الدقائق الأخيرة من المباراة قبل أن يحرر مازاري الجميع في الدقيقة ال85 من اللقاء ويضع العميد في الصدارة (للعلم فلقاء الذهاب بالثنية انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1). عرف هذا الموسم رقمان قياسيان حيث كانت أكبر نتيجة في تاريخ العميد والبطولة بالفوز على شباب يسر في ملعبه بنتيجة 16-1 وتحقيق 12 انتصار متتالي. تأهل العميد لدورة اللقب واحتل المركز الثاني في المجموعة خلف اتحاد العاصمة ب3 انتصارات وهزيمة واحدة وهو ما أهله لنصف نهائي البطولة الوطنية أين واجه مديوني وهران وفاز عليه بنتيجة ثقيلة 4-0 من توقيع حاحاد في الدقيقة 25 ثم وثلاثية ل وليكان في الدقائق 40 50 و 60. النهائي الذي لعب في ملعب 20 أوت في العاصمة وجمع العميد مع غريمه الاتحاد لعب في النصف الساعة الأخير الذي عرف تسجيل اتحاد العاصمة ثلاثية تداول على تسجيلها بن تيفور في الدقيقة ال 60 كريمو في الدقيقة ال 73 وبرناوي في الدقيقة ال 89. الموسم الثاني بعد الاستقلال العميد في المركز الخامس وإقصاء في المربع الذهبي للكأس بعد الموسم الجيد الذي أداه العميد في أول موسم أين كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب دخل الفريق الموسم الموالي المنافسة كأحد المرشحين للعب على اللقب وقام باستقدام بعض الوجوه الجديدة على غرار: زرقة بوسلوب زواوي بركاني بوراس لموي لينضموا للاعبين جازولي متراح عبطي معروف لوصيف آيت بن علي وسنّان وهي تشكيلة الفريق لهذا الموسم إلا أن العميد أدى موسما متوسطا حيث احتل المرتبة الخامسة ووصل لنصف نهائي كأس الجمهورية وأقصي ضد مولودية قسنطينة في ملعب بن عبد المالك. موسم 1964/1965 حكاية لقاء أسقط العميد إلى الدرجة الثانية تمكن العميد من ضمان مكان له في أول بطولة وطنية موسم 1964/1965 وقد كان يقدم أجمل كرة قدم في ذلك الموسم سواء على المستوى التقني أو التكتيكي كانت المنافسة على الريادة على أشدها بين المولوديتين الجزائريةوالوهرانية وقبل جولة واحدة عن نهاية مرحلة الذهاب في ليلة عيد الفطر التقى العميد في ملعب بولوغين رائد البطولة فريق مولودية وهران الذي كان يتفوق عليه بنقطة وحيدة فالفوز عليه كان يعني الحصول على المركز الأول فبعد منافسة شديدة على أرضية الميدان انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي ليدخل العميد الشوط الثاني بنية التسجيل المبكر وهو ما يفسر السيطرة المطلقة على المنافس الذي وعكس مجريات اللقاء تمكن من افتتاح مجال التهديف عن طريق مهاجمه زرقة إلا أن العميد تمكن من تعديل النتيجة وإضافة الهدف الثاني عن طريق نفس اللاعب عواج ليصفر الحكم نهاية اللقاء بفوز المولودية باللقاء واللقب الشرفي (البطل الشتوي). مباشرة بعد صافرة الحكم حدثت اشتباكات بين لاعبي الفريقين تطورت إلى أحداث خطيرة ليجتاح الأنصار أرضية الميدان قام وزير الشباب والرياضة صادق بطال بإقصاء مدى الحياة للاعبين زرقة متراح سنّان ومعروف من جانب العميد إضافة إلى لموي بوجلال وبوراس من جانب الفريق الوهراني إضافة للعقوبة الصارمة والمثيرة للجدل والتي لم تحدث من قبل ولا من بعد تلك الأحداث رغم حدوث أحداث شغب أكثر خطورة هذه العقوبة إسقاط العميد المباشر للقسم الجهوي (القسم الثاني) رغم أنه كان رائدا للبطولة !. موسم 1965/1966 القرار الوزاري الغريب الذي أبقى المولودية في القسم الثاني في الموسم الموالي 1965/1966 وفي أول موسم له في الجهوي سيطر العميد على البطولة سيطرة مطلقة وحقق الصعود بفارق أكثر من 10 نقاط عن الوصيف فريق اتحاد العاصمة ليعود النادي لمكانه الطبيعي بين فرق النخبة لكن بعد نهاية الموسم خرجت الوزارة بقرار غريب وهو استحداث بطولة جديدة وهي القسم الوطني الثاني الذي جمع الفرق النازلة من الوطني الأول والصاعدة من بطولة الجهوي ليكون مصير العميد موسمين آخرين في القسم الأدنى. 1966/1967 جيل بتروني يعيد العميد إلى القسم الأول حيث قام في الموسم الأول بتجديد التشكيلة وبناء فريق مستقبلي من أبنائه على غرار أفضل جناح في تاريخ الجزائر عمر بطروني شوشي مالوفي كاوة قديورة موسى ... ليحتل المرتبة السابعة وفي الموسم الموالي تمكن الفريق من تحقيق الصعود بعد سيطرة شبه مطلقة على المنافسة وبفارق 7 نقاط عن ملاحقه الاتحاد ليعود عميد الأندية الجزائرية للقسم الأول بعد 3 مواسم في القسم الأدنى. عودة المولودية للقسم الأول بجيل جديد من اللاعبين الشباب كانت بقوة إذ احتلت المركز الرابع في أول موسم لتواصل الصعود بقوة وتحتل المركز الثاني الموسم الموالي (1969/1970). مطلع السبعينيات نهاية مقولة المولودية من عام شارلو ماكاين والو دخل العميد المنافسة موسم 1970/1971 بنية تحقيق أول لقب له بعد الاستقلال خاصة مع نضج تشكيلته المكونة أغلبها من أبناء الفريق وقد كان لهم ما أرادوا بعد احتلال النادي للمركز الثالث في البطولة وتأهل للمباراة النهائية لكأس الجمهورية ليلاقي الفريق الجار الاتحاد. لعب اللقاء النهائي الأول الذي خاضه فريق المولودية يوم 13 جوان 1971 بملعب 20 أوت بالعاصمة تحت أنظار الرئيس الراحل هواري بومدين ومباشرة بعد بداية اللقاء افتتح الجناح الطائر للعميد عمر بطروني باب التسجيل ليضيف زميله باشي الهدف الثاني في النصف ساعة الأول وهي النتيجة النهائية للقاء ليصفر الحكم نهاية المباراة بأول ألقاب العميد الذي كان يحتفل يومها بخمسين سنة من تأسيسه. وبهذا الفوز أو بالاحرى هذا التتويج ينهي جيل بتروني تلك المقولة التي كان ينعت بها فريق العميد المولودية من عام شارلو ماكاين والو وتلكم حكاية سيرويها لكنا لاحقا أحد مهندسي هذا التتويج التاريخي عمر بتروني. فوز المولودية بكأس الجزائر عام 1971 سمح له بتمثيل الجزائر في كأس شمال أفريقيا للأندية الفائزة بالكأس التي جرت دورتها في الجزائر العاصمة وقد أوقعت القرعة العميد في مواجهة الترجي التونسي في الدور نصف النهائي ليفوز عليه بنتيجة 3-0 قبل أن يلاقي فريقا تونسيا آخر في النهائي ويتعلق الأمر بالنادي الأفريقي ليفوز عليه بنتيجة 1-0 ويحقق أول لقب خارجي في تاريخه. موسم 1971/1972 أول بطولة وطنية للمولودية وفي الموسم الموالي 1971/1972 تمكن النادي أخيرا من الفوز بالبطولة الوطنية بعد منافسة شديدة مع فريق شباب بلكور ليعود العميد في الموسم الموالي ويحقق كأس الجمهورية الثانية وهو ما أهله للمشاركة من جديد في الكأس الشمال أفريقية ويفوز بلقبها للمرة الثانية هذا الإنجاز تلاه لقب البطولة الوطنية موسم 1974/1975 ليتأهل لأول مرة في تاريخه للمشاركة في كأس أفريقيا للأندية البطلة موسم 1975/1976. الثلاثية التاريخية عام 1976 الفريق الأسطوري موسم 1975/1976 سيبقى في التاريخ للأبد كيف لا وقد عرف أول تتويج قاري في تاريخ الجزائر إضافة لأول وآخر فريق في تاريخ الجزائر يحقق الثلاثية (بطولة-كأس-دوري أبطال أفريقيا) كل هذا تحقق بفضل تشكيلة قوية جدا يعتبرها العديد كأفضل تشكيلة جزائرية لكل الأوقات أول ألقاب النادي كان كأس الجمهورية بعد قهر الفريق القوي آنذاك مولودية قسنطينة بثنائية نظيفة ليتبعه أسبوعين بعد ذلك بلقب البطولة الوطنية بعد عودته بفوز صعب من تيزي وزو في آخر جولة أمام شبيبة القبائل بنتيجة 3-2 ليختم العميد موسمه بكأس دوري أبطال أفريقيا بعد إقصائه لفرق قوية جدا أمثال الأهلي بن غازي الليبي الأهلي المصري وإينوغو رنجرز النيجيري ليتأهل إلى النهائي لمواجهة أفضل فريق في تلك الفترة وهو حافيا كوناكري الغيني مباراة الذهاب التي جرت بغينيا انتهت بفوز المحليين بنتيجة 3-0 ورغم هذه النتيجة إلى أن العميد لم يستسلم ففي ذات يوم 18 ديسمبر 1976 وأمام حوالي 125.000 مناصر غصت بهم مدرجات ملعب 5 جويلية تمكنت المولودية من قلب الهزيمة الثقيلة إلى فوز بالثلاثية لتتمكن من الفوز بالكأس عن طريق ضربات الجزاء الترجيحية. موسمين بعد الثلاثية التاريخية عاد العميد من جديد لتحقيق لقب البطولة الوطنية 1977/1978 وهو اللقب الرابع في تاريخ النادي ليتبعه بلقب خامس في الموسم الموالي وهو آخر الألقاب في الفترة الذهبية لعميد الأندية الجزائرية.