عرفت المرأة بهوسها بالذهب عبر كل الأزمنة، وبعد أن اعتادت الكثيرات على ارتدائه في الأعراس بصفة خاصة باتت العديد من النسوة يلبسنه بصفة يومية ويتنقلن به بكل حرية بين مختلف الأزقة والشوارع، حتى تلك التي عرفت بانتشار المشبوهين على مستواها دون أدنى خوف أو فزع، وتنجذب إليهن كل الأنظار التي توحي كلها بالاستغراب، ويتساءل الكل كيف لهن أن يقمن بذلك في ظل انتشار الانحراف بكل أنواعه وانتشار اللصوص في كل بقعة؟ إلا أن الكثيرات لا يكترثن بذلك، فالمهم لديهن هو التزين بشتى أنواع المجوهرات والافتخار بها أمام الغير تباهيا وغرورا. طالما شاهدنا فئات من النسوة يتنقلن عبر العديد من الأماكن العمومية وهن في أبهى حلة، حتى يهيأ لنا أنهن مدعوات لحفلات الأعراس بعد أن يلبسن كميات مضاعفة من الذهب الخالص على غرار الخواتم والأقراط والمعاصم، ذلك ما يدعو إلى الاستغراب لاسيما أن الذهب مخصص للحفلات وليس للاستعمال اليومي، وحتى ولو كان كذلك فوجب استعماله بكميات ضئيلة ووفق أطر معقولة لتفادي البلاء والاعتداءات الحاصلة بين الفينة والأخرى بعد أن تقع عيون اللصوص عليه، وتسيل لعابهم تلك الكميات المضاعفة منه، إلا أن هناك نسوة يرفضن استعماله والخروج به إلى الشوارع لاسيما وأنه من الأشياء المستهدفة من طرف اللصوص، لذلك يتفادين تلك الاعتداءات والتحرشات وهناك من اخترن الاعتماد على بعض الإكسسوارات والجواهر المقلدة للزينة، وابتعدوا كل البعد عن الذهب لتفادي الاعتداءات، على خلاف فئات أخرى التي اختارت لبس الذهب لبسا مضاعفا والتنقل به على مستوى الشوارع ولكل غايتها الخاصة من وراء ذلك، فمنهن من تهدف إلى إظهار ثرائها للغير، وهناك من تنتهج ذلك السلوك بدافع الافتخار والتباهي على غيرها من النسوة ضاربة كل المخاطر التي تتربص بها عرض الحائط. تقول رانيا وهي طالبة جامعية »يدهشني مظهرُ بعض النسوة وهن على تلك الحالة بعد أن يضاعفن من ارتداء الذهب حتى يظهرن وكأنهن غجريات إن صح التعبير، فتقلب بالسلب الغاية من ارتداء الذهب، لاسيما وأن هذا الأخير له موضعه الخاص وكذا هيأته الخاصة، فهو مخصص حسب تقاليدنا وأعرافنا لحفلات الأعراس، إلا أنه مؤخرا قُلبت الآية وصارت بعض النسوة يرتدينه مع الملابس اليومية العادية، مما أدى إلى خلط الأمور ناهيك عن إمكانية تعرضهن لأي اعتداء مفاجئ من طرف اللصوص بعد أن تسيل لعابهم تلك الكمية المضاعفة من الذهب، والوقائع التي صادفناها مرارا وتكرارا أكبر شاهد على ذلك. والمسؤولية تتحملها تلك النسوة بعد أن غامرن وتحدين اللصوص بخروجهن على تلك الهيئة الجالبة لكل الأنظار. أما السيدة يمينة فقالت إن بعض النسوة يبدو أنهن فقدن عقلهن فكيف لهن مغادرة منازلهن بعد لبسهن أفخم الأطقم والمجوهرات الذهبية بالنظر إلى بطش اللصوص في هذه الأيام، فإذا لم تسلم حتى الهواتف النقالة والمحافظ الجلدية فما بالنا بالذهب، وقالت: »إن النسوة أصناف وأنا أعرف فتاة تقدم على لبس الذهب والتنقل به دون خوف، إلا أنها تعتمد في ذلك على إخوتها الذين يخاف منهم الجميع بعد أن شاع بطشهم في تلك المنطقة فلا أحد يقترب منها خوفا منهم. فئات أخرى من النسوة يرتدين الذهب إلا أنهن يتزودن بقارورات غاز صغيرة والمستعملة غالبا في صد الاعتداءات بعد رشها على وجوه المعتدين، لكن هناك من ترى أن لبس الذهب هو ليس بضرورة ومن الممكن الاستغناء عنه أو وضعه بكميات قليلة أو حتى تعويضه بالاكسسورات ذات الألوان الزاهية والتي تعتمد عليها العديد من النسوة في الوقت الحالي اتقاء منهن لبطش اللصوص.