نصف قرن من الحواجز والقمع مدن فلسطينية تحت الحصار نشرت مصادر اعلامية تقريرا تحدثت فيه عن تقييد الاحتلال لحركة الفلسطينيين مشيرة إلى أن مدينة الخليل هي نموذج لهذا الاضطهاد. وقالت في تقريرها إنه على الرغم من أن عناصر الجيش يراقبون كل ما يدور داخل المنطقة من خلال الكاميرات الأمنية إلا أنه يحظر على غير المقيمين دخول الخليل التي تبدو وكأنها منطقة حرب. وذكرت أنه عند وصول سيارة منظمة الصليب الأحمر الدولية إلى نقطة التفتيش ذهب أحد الجنود الذي يرتدي سترة واقية من الرصاص وزي القتال الكامل للتحاور مع رؤسائه في انتظار ترخيص رفع الحاجز والسماح للمنظمة بالمرور حيث قال بغضب: (إنها سيارة تابعة للصليب الأحمر بصدد القيام بزيارة تفقدية روتينية). وأضافت أن هذه الإجراءات تتكرر وصولا إلى مستوطنة تل الرميدة التي يعيش فيها فقط 300 من المستوطنين اليهود بالقرب من المركز التاريخي للمدينة الرئيسية في جنوبالضفة الغربية كما تضم هذه المنطقة حوالي 250 فلسطيني. وأوردت أنه بالنسبة للمنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات غير الحكومية تعتبر الخليل أفضل مثال يبين العراقيل التي يضعها الاحتلال للضفة الغربية ضد السكان الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك فإن هذه العراقيل تؤثر بدرجة أقل على منطقة القدس الشرقية على الرغم من أن قوات الأمن أغلقت العديد من أحيائها لمدة أسابيع في الخريف الماضي. كما أن الحياة اليومية أصبحت عبارة عن سلسلة من العقبات خاصة منذ اندلاع موجة هجمات السكين. ونقلت قول إحدى القاطنات بالمنطقة مريم والتي وقفت عند آخر نقطة تفتيش بأنه منذ أكتوبر الماضي ازدادت الحواجز كما أنه لا يسمح للسيارات بدخول هذا المجال. كما أنه في الطرف الآخر من الشارع تعيش العشرات من العائلات الفلسطينية في عزلة حيث تتواجد نقطة تفتيش أخرى. وأشارت مريم بأصبعها إلى هذه المنطقة قائلة إنه في ذلك المكان أطلق أحد جنود الاحتلال رصاصة في رأس أحد شبابنا. إضافة إلى هذه الشهادة وقع تصوير هذا الحدث ومده إلى إحدى المنظمات غير الحكومية التي قامت بنشره ما أدّى إلى مثول الجندي أمام محكمة عسكرية في ثكنة في تل أبيب بتهمة قتل شاب بعد تلقيه ضربات موجعة عند محاولته الدفاع عن نفسه. وقالت إنه في قرية الولجة الفلسطينية الواقعة بالقرب من بيت لحم عانى سكانها من التهجير القسري منذ ظهور الكيان سنة 1948 كما فقدت هذه القرية جزءا من أراضيها. ومنذ نهاية حرب سنة 1967 تواصلت عمليات مصادرة الأراضي وهدم المنازل التي أمر بها الجيش الإسرائيلي لأسباب أمنية. وأضافت أنه إلى حد الآن تم تدمير ثلاثة منازل ومنع بناء 16 منزلا لعدم وجود رخصة بناء مستمدة من السلطات العسكرية على الرغم من استمرار النمو السكاني للسكان الفلسطينيين. وفي هذا السياق قال رئيس بلدية الولجة عبد الرحمن أبو تين في حفل أقيم في ذكرى النكبة بأن بناء الجدار العازل من قبل الاحتلال قد ضيق الخناق على القرية. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي حذر حكومة إسرائيل من عواقب العلاقات الثنائية التي يمكن أن تترتب جراء تهديم منازل الفلسطينيين وانتهاك اتفاقات أوسلو لسنة 1993 بشأن المنطقة (ج) التي تشكل 60 بالمائة من مساحة الضفة الغربية والتي تخضع لسيطرة الاحتلال. كما أنه خلال العام الماضي تم هدم 531 مبنى 75 منها كان يمولها الاتحاد الأوروبي. وذكرت أنه وسط مدينة الخليل التاريخية يتقاسم مسجد إبراهيم الفضاء مع معبد يهودي يدعى الحرم الإبراهيمي. وفي سنة 1994 قتل باروخ غولدشتاين المستوطن اليهودي المتطرف من مستوطنة كريات أربع 29 شخصا وأصيب أكثر من مائة آخرين داخل الحرم.