كانت عبارة (ضرب المدفع) في الماضي هي المتداولة وحلت محل الأذان للإعلان عن موعد الإفطار في القصبة العتيقة أو (الدزاير) القديمة وما يزال الكثير من الجزائريين يتذكرون وبكثير من الحنين أيام رمضان في سنوات الزمن الجميل التي كان يطبعها جوا مميزا ورونقا خاصا بحيث كانت ضربة المدفع تنطلق من أعالي المدينة من أسوار دار السلطان إيذانا بموعد الإفطار و(كسر الصيام) ولازال الكثير من الشيوخ والعجائز يتذكرون تلك الأيام الجميلة فخلال الحقبة الاستعمارية لم يكن يُسمع الأذان وكانت ترفع الأعلام البيضاء على المآدن إشارة لدخول موعد الإفطار وكانت معظم المساجد تعلن عن الإفطار دون استعمال مكبرات الصوت واستمر الأمر على ذلك الحال إلى غاية الاستقلال وتتذكر معنا الحاجة (طيطمة) التي تخطت العقد التاسع ببضع سنوات تلك الأيام التي لا تنساها أبدا بحيث أن ضربة المدفع التي كان يتم إطلاقها من دار السلطان بأعالي القصبة نحو البحر كانت تعلن للصائمين موعد إفطارهم ولم تكن للمساجد الحرية في تسميع الأذان في العهد الاستعماري كما قالت إنها تتذكر جيدا الراية البيضاء التي سبقت ظهور مدفع الإفطار وكانت تعلو المآذن بسبب الامتناع عن استعمال مكبرات الصوت إلا أنها كانت أياما جميلة رغم الظروف العصيبة في الحقبة الاستعمارية وكانت العائلات تصنع أجواء مميزة رغم ما يحيط بها من ظروف بحيث يتم التزاور ومساعدة الفقير وكانت أياما جميلة لا تمحي ذكرياتها السنين.