مما لا شك فيه أن ما يشهده العالم العربي والإسلامي من تطورات وأحداث جسام تدعو للحسرة والأسف في أغلبها، ذلك أنه نادرا ما تجد بلدا عربيا أو إسلاميا لم يحصل فيه ما يجعل قوى الشر العالمية المتكئة على هيئة الأممالمتحدة تقرر التدخل باسم الشرعية الدولية··؟ فهذا الصومال قد أتى فيه الإخوة الأعداء بدعم خارجي على الأخضر واليابس، وهذا السودان بات تقسيمه في حكم المؤكد بعد أن تهيأت الظروف لتقسيمه، وذاك لبنان على حافة تطاحن ضروس بين الشيعة والسنة، وما يحصل للجارة تونس غني عن كل تعليق، ناهيك عن الحراك المتواجد في اليمن والململة في المغرب، وما يجري في الكويت والبحرين وباكستان غني عن كل تعليق·! إن كل بناء وتخريب أو تطاحن وتكالب على الكراسي، يرجع في حقيقته إلى التربية والتعليم الذي تلقاه أفراد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فهي الأساس الذي تبنى عليه قواعد الحكم والتداول على السلطة وهي الإسمنت الذي يربط بين أفراده ويحترم من خلاله كل طرف الطرف الآخر··؟ في كل البلدان وفي مقدمتهم بلادنا الجزائر تولي القيادة السياسية التربية والتعليم ومنذ التحضيري والأساسي إلى غاية نهاية الدراسات العليا، العناية الكبرى حيث وفرت المناهج والكوادر والهياكل الأساسية، ودعمت ذلك بما يساوي ربع ميزانية الدولة أو يقاربها ذهب جلها في تسديد الأجور، والهدف من كل ذلك هو تخريج أفراد مجتمع متنورين ومتعلمين على أحسن مستوى، لكن تبقى الإشكالية المطروحة تكمن في الفرد نفسه، فهل بعد هذا ما زال هناك من يحطم ويخرب ويحرق نفسه جراء حرمانه من منصب عمل أو ضائقة مالية أو عرقلة وبيروقراطية إدارية··! أظن أن المدرسة وحدها لم تعد قادرة على إعداد أفراد أسوياء ينفعون المجتمع وبلادهم، فلا بد من أن يدعم ذلك الأسرة والمسجد والإعلام بمختلف أنواعه وأصنافه، وهذا أيضا إلى جانب مساندة ووقوف الجمعيات المختلفة التي اعتمدت وتتلقى أموالا من خزينة الدولة الجزائرية، وحينها وبعد تلاحم كل ذلك يمكن أن ننتج للمجتمع المدني وللأمة أفرادا يعول عليهم في السراء والضراء وحين البأس··؟!