بين يديك - أخي الكريم - جملة من الدعاء المأثور الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والوارد عن السلف الصالح، لتجتهد في هذا الشهر الكريم، ولا سيما وقد ثبت في "مسند" الإمام أحمد و«جامع الترمذي" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم). فاحرص على الاجتهاد في الدعاء، فلعل الله أن يتقبل منك دعوة تكون فيها نجاتك في الدنيا والآخرة. عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا رأى الهلال، قال: (اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله) رواه أحمد والترمذي. وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: "كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أظلَّ شهر رمضان وحضر، فسلمه لي، وسلمني فيه، وتسلمه مني. اللهم ارزقني صيامه وقيامه صبراً واحتساباً، وارزقني فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذني فيه من السآمة والفترة والكسل والنعاس، ووفقني فيه لليلة القدر واجعلها خيراً لي من ألف شهر"، رواه الطبراني في "الدعاء". والدعاء في وقت الإفطار من أوقات الإجابة، كما روى ابن ماجه في "سننه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) وفي إسناده ضعف. وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقول عند فطره: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله) رواه أبو داود والنسائي والدار قطني وحسنه. وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنه إذا أفطر، يقول: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي"، رواه ابن ماجه وصحح إسناده الكناني في "مصباح الزجاجة". وكان الربيع بن خثيم يقول عند فطره: "الحمد لله الذي أعانني فصمتُ، ورزقني فأفطرتُ" رواه ابن فضيل في "الدعاء". عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: (أفطر عندكم الصائمون، وغشيتكم الرحمة، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة)، رواه أحمد. عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. قال العلماء: ومعنى (العفو) الترك، ويكون بمعنى الستر والتغطية، فمعنى (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني). أي: اترك مؤاخذتي بجُرمي، واستر عليَّ ذنبي، وأذهب عني عذابك، واصرف عني عقابك. دعاء صلاة القيام + عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجَّد من الليل، قال: (اللهم ربنا لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم: لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك خاصمت، وبك حاكمت، فاغفر لي: ما قدمت، وما أخرت، وأسررت، وأعلنت، وما أنت أعلم به مني، لا إله إلا أنت) رواه البخاري.