حنان قرقاش قدمت مؤخرا عدة وكالات للسياحة والأسفار عروضا متنوعة تتعلق بعمرة المولد النبوي الشريف، وتسابقت هذه الوكالات، لأجل تعليق ملصقات اشهارية متنوعة عبر الأحياء ووسائل النقل بغية استقطاب اكبر عدد ممكن من الزبائن، وتنافست جميعها على تقديم عروض تنافسية، حددت لها بشكل خاص، صفة الدفع بالتقسيط، استجابة وتلبية لرغبات الكثير من المواطنين الراغبين في زيارة البقاع المقدسة وأداء العمرة، ولكنهم غير قادرين على دفع تكلفتها كاملة، ما يجعل الدفع بالتقسيط في هذا الإطار انسب وأسهل الحلول لهؤلاء، مادام أن صيغة البيع بالتقسيط إجمالا في الجزائر قد لاقت الكثير من القبول لدى المواطنين في كافة المجالات. وقدمت بعض وكالات السياحة والأسفار مثلما يظهر من خلال ملصقاتها الإعلانية عروضاً مميزة، تنطلق من السعر المغري لتكلفة العمرة الذي يتراوح ما بين 118000 دج و 150000 دج، على أن يدفع المبلغ بالتقسيط بعد أن يتم تقديم مبلغ في البداية كمقدم، وهو يتراوح ما بين 5 إلى 6 ملايين، على أن يتم تقسيط بقية المبلغ على دفعات شهرية، بالنسبة لبعض الوكالات، فيما يدفع على مراحل قبل التوجه إلى الأراضي المقدسة بالنسبة للوكالات الأخرى. هذه الصيغة التي بإمكانها أن تحقق أحلام الكثيرين المتعلقة بأداء العمرة سواء في المولد النبوي الشريف أو خلال شهر رمضان المعظم، لقيت ترحيبا واسعا من طرف المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم محاطين بعددٍ هائل من الإعلانات الاشهارية والملصقات التي جذبت أنظارهم، خاصة وان الرقم المسجل عليها بالبنط العريض، لا يعتبر رقما خياليا قياسا بتكلفة الحج أو العمرة في الحالات العادية، والأكثر من ذلك أن الدفع يكون بالتقسيط المريح، ما دفع الكثيرين إلى الاتصال بغية الاطلاع والاستفسار أكثر حول الموضوع، ولم لا الحجز وتقديم الملف، الذي يتكون حسبما استقيناه في اتصال هاتفي مع إحدى هذه الوكالات، من شهادتي ميلاد وثلاث صور شمسية وصورة طبق الأصل من جواز السفر و12 صكا، بالإضافة إلى إبرام عقد مع الوكالة، وتسبيق مبلغ 6 ملايين دج، أما الباقي فيتم تقسيطُه على دفعات، يتم تسديدها إلى ما بعد العودة من البقاع المقدسة. أما بالنسبة لإحدى الوكالات التي عرضت تكلفة العمرة كلية ب118000 دج، فقد قالت إحدى موظفاتها في اتصال أيضا ب"أخبار اليوم"، انه يتم دفع المبلغ المتبقي قبل التوجه لأداء العمرة، وهي العملية التي انطلقت منذ شهر ديسمبر الماضي، ولقيت إقبالا ملحوظا من طرف المواطنين الذين اعتادوا هذه العروض كل سنة، وينتظرونها بشغف. والى جانب تكلفة العمرة، فان الوكالة تعرض على زبائنها مجموعة من الخدمات المميزة أيضا حسب محدثتنا دائما كالحجز في فنادق قريبة من الحرم المكي والمدني وغرف مجهزة بمطبخ وحمام وتلفاز وثلاجة، وحافلات حديثة ومكيفة، إضافة إلى الرعاية الطبية، وزيارات إلى مكة والمدينة، ورحلات منظمة إلى مناطق متعددة. بعض المواطنين من جهة أخرى، استحسنوا المبادرة، لأنها تضمن لأصحاب الدخل المتوسط والمحدود تحقيقَ حلم كل مسلم بزيارة بيت الله الحرام، وأداء العمرة لمن لم يسعفهم الحظ في أداء مناسك الحج، ولكن البعض أبدى مخاوف من احتمال وجود بعض الأخطاء الفادحة فيما يخص التكفل بزوار بيت الله الحرام، المشكلة التي كثيرا ما عانى منها الحجاج مع بعض الوكالات السياحية، ومع ذلك فإن العملية بصفة عامة، تعتبر حلا مثاليا لذوي الدخل المحدود. هذا بينما يبقى أكثر ما يشغل بال المواطنين في العملية برمتها هو الحكم الشرعي للعمرة بالتقسيط، وفي هذا فقد أجاز عدد من الفقهاء أداء العمرة بالتقسيط إنما وفق شروط معينة، حيث قال بعض منهم انه إذا كان تقسيط الثمن بلا زيادة فيه فالمعاملة جائزة، لأنها تكون من قبيل القرض الحسن حيث يتولى الوكيل دفع مقابل الخدمات ويبقى ما دفعه دينا على الموكل وكذا أجرته. أما إذا كان فيه زيادة في الثمن، فإنه لا يجوز دفع مقابل العمرة بالتقسيط لأنه يعتبر حينها قرضا بربا نظير التأخير. فالمعاملة إذا كانت دون زيادة في الثمن فهي جائزة وإن كانت مع الزيادة فهي غير جائزة لأنها قرض بربا.