بنى قبة الصخرة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86ه/ 684-705م) حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66ه/ 685م وتم الفراغ منها سنة 72ه/ 691م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس. وذلك عندما فكّر عبد الملك بن مروان رحمه الله في أن يغطي هذه الصخرة المقدسة بنوع من البناء يتناسب وقباب المدينة المرتفعة حتى يخلد ويحافظ على هذا الأثر المقدس في وقت كثر فيه البناؤون والمزخرفون مع ثراء الدولة الأموية وكان هذا هو دافعه الحقيقي ولم يكن دافعه كما ذكر البعض في بناء قبة الصخرة ليحول إليها الحجيج عن الكعبة المشرفة فهو خليفة المسلمين ويعلم بل ويحافظ على أركان الإسلام. كما قيل أيضًا إن عبد الملك بن مروان حين فكر في بناء قبة عالية تغطي الصخرة رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين وحين أنفقت هذه الأموال على البناء بقي منها مائة ألف دينار فأمر عبد الملك بن مراون بها جائزة للرجلين المشرفين على البناء وهما رجاء بن حيوة الكندي ويزيد سلام فرفضا قائلين: نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلا عن أموالنا فاصرفه في أحب الأشياء إليك فأمر عبد الملك بأن يصنع منها صفائح ذهبية تكسى بها القبة من الخارج. وتعد قبة الصخرة من الناحية المعمارية أقدم أثر إسلامي باق ساهم فيه مهندسون وفنانون جلبهم عبد الملك بن مراون من مختلف البلاد الإسلامية وحتى غير الإسلامية ليبنوا أثرا رائعا وجلب لها المواد من كل بلد تميز فيه ومن هنا كان لتأثيرات العمارة البيزنطية وضوحًا على هذا الأثر بجانب بعض التأثيرات الفنية الساسانية في زخارفها.