الأمراض الجسدية تزيد من معاناتهم هذه أسباب القلق والاكتئاب عند المسنين
ينتشر القلق بين الفئة العمريّة ما فوق الستّين عاماً وبحسب دراسة أجريت فقد بلغ معدّل القلق بين تلك الفئة 12 3 في المائة يليه الاكتئاب بنسبة 9 في المائة ونسبة تناول الكحول 1 في المائة وبلغت نسبة المدخّنين بينهم 29 في المائة وهذه النّسب بحسب أطبّاء نفسيّين. عوامل مشتركة وأظهرت الدّراسة أنّ التقدّم في العمر ومستوى التّعليم والدّخل المادّيّ وظروف السّكن هي العوامل الوحيدة المؤدّية إلى ظهور الاضطرابات النفسيّة عند المتقدّمين في السّنّ وهناك أيضاً الأمراض الجسديّة الّتي تزيد من نسبة حدوث الاضطرابات النفسيّة من قلق واضطراب عند المتقدّمين في السنّ وبحسب الأطبَّاء فإنَّ الصحَّة النفسيَّة والجسديَّة متلازمتان إذ تعمل الأمراض الجسديَّة على زيادة وحدّة الأمراض النفسيَّة حيث تفيد الإحصائيّات العلميَّة بأنّ نسبة 80 في المائة من الأشخاص الّذين يتعرَّضون مثلاً لجلطة دماغيَّة يشعرون بالاكتئاب بعد عام بسبب تغييرات وتقلّبات في الهرمونات الّتي يفرزها الدّماغ. وتؤثّر الكآبة عموماً في صحّة الشّرايين وعملها كما تؤدّي الاضطرابات النفسيَّة إلى خطر الإصابة بأمراض الزهايمر والسكّري والضّغط ويعتبر الباحثون أنّ نقص التوعية حول الاضطرابات النفسيّة عند الكبار في العمر يصرف النّظر عن التنبّه إلى بعض الأعراض المرضيّة الّتي ينبغي علاجها. عوارض الاكتئاب وتبرز عوارض الاكتئاب عند الكبار من خلال الانزواء وعدم ممارسة أيّ نشاط والشّعور بعدم الرّضا والسّعادة واضطرابات في النّوم ومشاكل في الذّاكرة. أما أعراض القلق فهي الشّعور الدّائم بالتوتّر والحساسيّة المفرطة وتزداد هذه العوارض لدى المسنّين المتقاعدين الّذين اعتادوا نمط حياة معيّنة وتأتي الظّروف الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة الضّاغطة لتزيد من معاناتهم وخصوصاً في ظلّ غياب من يرعاهم ويؤمّن لهم الأماكن الّتي تعمل على رفع الضّغط عنهم أماكن للتّسلية والقيام بنشاطات اجتماعيّة من أجل الحفاظ على حياة نشيطة لديهم تشعرهم بالبقاء وحيويّة الحياة لديهم وهذا ما يفرض على الجهات والهيئات المدنيّة والرّسميّة المعنيّة النّظر في أمر هذه الفئة العمريّة الّتي قضت حياتها في خدمة المجتمع فمن حقّها أن نلتفت إلى بعض شؤونها ومساعدتها على تخطّي أزماتها وتعزيز أوضاعها وثقتها بنفسها فالعمل على إبقاء الثّقة لديهم من أهمّ العوامل والأسباب الّتي تمنع عنهم غزو الاكتئاب والقلق. فهل من يكترث في عالم يتّسم بالإهمال والحرمان وغياب التّخطيط والسياسات الاجتماعيّة الّتي تعمل على معالجة أزمات الواقع بكلّ حس إنسانيّ ومسؤوليّة ووعي؟.