شهدت تركيا العديد من المحاولات الانقلابية منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية في عشرينيات القرن الماضي بدأت عام 1960 حين نفذ الجيش انقلابا أطاح برئيس الوزراء الشهير عدنان مندريس والرئيس جلال بايار وقام بإعدامهما لاحقا. وأقدم 38 ضابطا برئاسة الجنرال جمال جورسيل حينها بالسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد وتم وقف نشاط الحزب الديمقراطي بدعوى الخروج عن علمانية الدولة. ووقع الانقلاب الثاني في تركيا بعد نحو 11 عاما من الانقلاب الأول أي عام 1971 وسمي حينها ب انقلاب المذكّرة وهي مذكّرة عسكرية أرسلها الجيش بدلا من الدبابات كما فعل في الانقلاب الأول. أما الانقلاب الثالث فهو انقلاب الجنرال كنعان إيفرين عام 1980 وكان أشهر الانقلابات في تاريخ تركيا بسبب دمويته وحالة القمع التي نتجت عنه. واستطاع إيفرين تعديل الدستور والوصول إلى رئاسة تركيا عام 1981 إلا أن ملف الانقلاب لم يغلق وقد تم فتحه مجددا عام 2014 وحكم بالسجن مدى الحياة مع قائد القوات الجوية الأسبق تحسين شاهين كايا لدورهما في انقلاب 1980. وفي عام 1997 وقع الانقلاب الرابع وكان يسمى الانقلاب الأبيض على رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان بعد وصول حزب الرفاه إلى السلطة سنة 1995 وكان الدافع للانقلاب وصول رئيس إسلامي محافظ بعد سنوات من سيطرة العسكر إلى رئاسة الحكومة وقد تم تحريك قوى سياسية والإطاحة بأربكان. وكشفت التحقيقات عقب ذلك بسنوات عن مذكرة عسكرية صدرت عن قيادة القوات المسلحة التركية في اجتماع مجلس الأمن القومي لدفع أربكان إلى الاستقالة والإطاحة بحكومته الائتلافية. وعلى إثر هذا الانقلاب الناعم تم تأسيس حزب العدالة والتنمية على يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كرد فعل على الانقلاب وحقق فوزا ساحقا في انتخابات عام 2002 بعد خمسة أعوام من الانقلاب.