نظم الجيش التركي الثلاثاء جنازة رسمية للرئيس السابق كنعان ايفرين قائد الانقلاب العسكري الاكثر دموية في تاريخ هذا البلد في غياب المسؤولين الحكوميين والمعارضة. وتوفي ايفرين السبت عن عمر 97 عاما في مستشفى عسكري في انقرة، وكان حكم عليه في حزيران/يونيو 2014 بالسجن مدى الحياة بسبب دوره في انقلاب العام 1980، الذي يعتبر اسوأ سنوات تركيا الحديثة بسبب اعدام العشرات واعتقال مئات الآلاف. وايفرين المكروه من الليبراليين والاسلاميين واليساريين، ينظر اليه القوميون المتشددون كبطل لانهائه سنوات من اعمال العنف بين مجموعات اليسار واليمين. وحتى في وفاته ظهر ايفرين كشخصية مثيرة للانقسامات اذ اعلن كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم واحزاب المعارضة مقاطعتهما للجنازة. ونظم الجيش جنازة سابع رئيس لتركيا في مقره الرئيسي في انقرة بحضور عسكريين وعائلته فقط. وبثت محطة "ان تي في" الخاصة لقطات تظهر نعش ايفيرين ملفوفا بعلم تركيا فوق عربة عسكرية بمواكبة الفرقة الموسيقية العسكرية. كما وقف العسكريون دقيقة صمت في ذكرى الراحل. وغاب عن الجنازة مسؤولون من حزب العدالة والتنمية الحاكم وثلاثة احزاب اخرى ممثلة في البرلمان، وكانت جميعها اعلنت سابقا مقاطعتها لقائد انقلاب عسكري مدان "بارتكاب جرائم ضد الدولة". الى ذلك غاب عن الجنازة رئيس الاركان نجدت اوزيل وهو اصلا في اجازة مرضية حاليا. لكن وكالة دوغان للانباء اكدت حضور اربعة ن كبار قادة الجيش. وبعد الجنازة العسكرية، شارك حوالى 300 شخص في صلاة الميت في مسجد قريب، وفق مراسل لفرانس برس. واوقفت الشرطة رجلا وامرأتين تضعان الحجاب وقفوا خارج المسجد وهتفوا ضد قائد الانقلاب. ودفن ايفيرين في مقبرة الدولة المخصصة للرؤساء ورؤساء الحكومة ورفاق مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك. واستولى ايفرين على الحكم عبر انقلاب عسكري في 12 ايلول/ديسمبر 1980 بعد سنوات من الاشتباكات بين اليساريين واليمينيين، ونصب نفسه رئيسا للجمهورية ليحكم البلاد تسع سنوات. وبعد الانقلاب العسكري اعدم 50 شخصا واعتقل اكثر من نصف مليون شخص وتوفي العشرات تحت التعذيب فيما فُقد آخرون خلال الاعوام الثلاثة اللاحقة. وادين ايفرين "بارتكاب جرائم ضد الدولة" وحكم عليه بالمؤبد في 2014 مع قائد القوات الجوية السابق تحسين شاهين كايا الذي يبلغ من العمر 90 عاما. ولم ينفذ الحكم باي منهما بسبب وضعهما الصحي المتدهور. وبقي ايفرين مصرا على موقفه مدافعا عن اعدامه لمراهق في ال17 من العمر ادين بقتل جندي خلال الاضطرابات، مؤكدا ان "يديه لم ترتجفا" اثناء توقيعه قرارات الاعدام خلال الحكم العسكري.