بقلم: ماهر أبو طير انعقدت القمة العربية في موريتانيا بغياب أغلب الزعماء العرب ولو حضروا جميعا لما اختلف شيء فقد حضرنا قمما عربية شارك بها كل الزعماء فكانت حبرا على ورق. لايمكن لهذا الجسم التنظيمي المسمى جامعة الدول العربية أن يبقى كما هو بسبب التغيرات الهائلة التي تجري في المنطقة على مستوى الخريطة والأنظمة والشعوب والأزمات وقد عكس هذا الجسم منسوب الهشاشة العربية وطبيعة التعقيدات في العالم العربي ويمكن القول بكل بساطة أن العرب عليهم بناء نظام إقليمي جديد ومؤسسة إقليمية جديدة بمعزل عن كونها مؤسسة عربية بما تعنيه الكلمة. لايمكن اليوم مواصلة الكلام عن العالم العربي بمعزل عن دولتين إقليميتين هما إيرانوتركيا والملفات العالقة معهما بشكل وآخر إذ أن جميع المواجهات مع البلدين عبر تصدير إيران لثورتها وتحكمها في دول عربية معينة وتمدد تركيا عبر جماعات محددة أيضا في دول أخرى وهذه المعركة الجارية لتقاسم المنطقة بين الدولتين في ظل وجود احتلال إسرائيلي من خارج جسم المنطقة أساسا. برغم أن الإيرانيين والأتراك على صلة بمؤتمرات العرب التي تقيمها جامعة الدول العربية أو القمم الإسلامية التي تقيمها منظمة التعاون الإسلامي إلا أننا أمام وضع شائك لابد من حسمه تماما عبر إنشاء نظام إقليمي عربي يضم إيرانوتركيا والوصول إلى تفاهمات مع البلدين على أساس حل النزاعات في المنطقة ووقف محاولات التمدد من أجل مواجهة تحديات كثيرة أقلها أخطار إسرائيل والتطرف وغير ذلك من أخطار. لقد أثبتت كل المواجهات مع إيرانوتركيا أن الكلفة مرتفعة جدا وكل محاولات صدهما عن المنطقة لم تنجح تماما ولنا نماذج عن تمدد إيران في العراق وتمدد تركيا في مصر عبر الإخوان المسلمين والذي يحصر الكلف السياسية والعسكرية والاجتماعية يكتشف أن كل المنطقة تنتحر في صراعات يتم تأجيجها نيابة عن الآخرين أحيانا. حتى هذه اللحظة لا أحد يجرؤ على الاعتراف بالفشل الكلي لجامعة الدول العربية والحاجة لبناء نظام إقليمي جديد عنوان (العرب + 2) أي العرب وتركياوإيران بما يفضي إلى تفاهمات تنهي إرهاق المنطقة وتوقف الصراعات والاستنزاف وتؤدي إلى بناء منظمة إقليمية جديدة بديلة عن جامعة الدول العربية بشكل جديد وواع ومختلف تماما عما رأيناه ما دمنا نرى بأم أعيننا أنه لايمكن صد الدولتين تماما ولايمكن أيضا الاستمرار في حروب تأكل الأخضر واليابس وفي ظل إقرار العرب ذاتهم بفشل الجامعة. مشكلة القمم العربية أنها تعيد إنتاج الصراعات فكل مرة يختلفون حول تركياوإيران وأحيانا يختلفون حول إسرائيل وقد آن الأوان أن نرى عربا شجعانا يقرون بحاجتنا إلى نظام إقليمي جديد دون أن يكون هذا النظام مناسبة لتسلل إسرائيل إليه باعتبارها ترى ذاتها من الإقليم وفيه.