بقلم: ماهر أبو طير أيام قليلة تفصلنا عن القمة العربية وهي القمة التي اعتذرت عنها المغرب وسيتم عقدها اليوم في ظل ظروف سيئة جدا في موريتانيا. أولى الملاحظات الاستباقية بخصوص القمة تقول إن كثرة من القادة العرب سوف يغيبون عن هذه القمة لاعتبارات أمنية أولا ولكون بيئة موريتانيا غير محصنة تماما من أي مفاجآت وإذا كان العرب يغيبون عن القمم التي تنعقد في دول أفضل حالا من موريتانيا فما بالنا بالأخيرة وظروفها الصعبة على كل الأصعدة. تأتي القمة وذات المواضيع يتم طرحها لكن من المتوقع أن يشهد مقعد سورية في جامعة الدول العربية حكاية مختلفة فالمقعد معلق ولم تعد الحكومة السورية الحالية قادرة على إرسال أي موفد ولا المقعد بات ملكا للمعارضة السورية التي انقسمت إلى تيارات وإلى معارضة مسلحة من تنظيمات شتى ولايمكن هنا إبقاء المقعد معلقا بهذه الطريقة خصوصا أن المعلومات تتحدث عن سعي دول عربية لطرح مبادرة لإعادة المقعد إلى النظام وقد تصدر المبادرة باسم الجزائر ومصر والعراق ولبنان ودول أخرى لكن على الأغلب أن الموقف يرتبط أساسا بالموقف من إيران في المطلق. الأزمة العربية من إيران وهي أزمة متجددة سوف تنفجر في هذه القمة حصرا فإذا كانت الدبلوماسية تجدول الموقف من إيران فإن مقربين من مصادر المعلومات يتحدثون عن مساع لإصدار قرارات حادة ضد إيران على خلفية الملفين السوري والعراقي وقضايا أخرى لكن هناك مؤشرات على أن هناك دولا عربية سوف تجاهر بموقف علني مختلف لصالح إيران أو لصالح تحسين العلاقات معها وهذه الدول العربية معروفة لصناع القرار لكن الأرجح أن يصير الحديث عن جدوى النزاع مع إيران وجعله بلا سقوف من جانب بضع دول عربية على الأقل. القمة العربية المقبلة مهددة بالفشل مثل سابقاتها لكنها على صعيد التعبيرات السياسية ستكون قمة مخصصة لثلاثة ملفات تحديدا لايمكن تغييبها أولها مقعد سورية في جامعة الدول العربية العلاقة مع إيران وسيدخل الانقلاب في تركيا على الخط وسيؤدي إلى انقسام الموقف العربي بين مؤيد علنا أو سرا للانقلاب أو معارض له. هناك مساع هنا لصياغات ناعمة من حيث المبدأ بشأن تركيا تكون مقبولة من جميع الدول العربية ولا أحد يعرف على وجه الخصوص إذا ما كان ملف تركيا سيكون سببا في تفجير القمة والكل يعرف أن الموقف من تركيا فعليا يرتبط بالموقف من الإخوان المسلمين والربيع العربي وقضايا أخرى تتعلق بما جرى بالمنطقة خلال السنين الخمس الماضية خصوصا أن هناك طلبا عراقيا أيضا بإدانة التدخلات التركية في العراق. ثلاثة ألغام أمام القمة العربية المقبلة وهي ألغام تأتي في وقت حساس للغاية والأرجح أن تكون هذه القمة قمة الغائبين تعبيرا عن تجنب الزعماء العرب لكثير من المواجهات.