بعض المتتبعين في الجزائر لم يستبعدوا أن تكون نتائج قرعة دور المجموعات من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم معدة سلفا، ليس لأن مقر الاتحاد الإفريقي للعبة موجود في العاصمة المصرية فقط، وإنما كذلك لأن هذه القرعة أوقعت فريقا جزائريا في مواجهة فريقين مصريين في مجموعة واحدة، ولم تفعل العكس الذي كان ممكن الحصول وهو تواجد فريقين من الجزائر في مجموعة واحدة مع فريق واحد من مصر، وبرأي هؤلاء فإن تواجد فريق جزائري في مواجهة اثنين من مصر يخفف الضغط على المصريين، و»يحمي« لاعبيهم من أي »انتقام« محتمل لاعتداء الثاني عشر نوفمبر 2009، ذلك أن شبيبة القبائل التي وقعت في المجموعة الثانية إلى جانب الأهلي والإسماعيلي من مصر ستكون مجبرة على السفر مرتين لمصر، وهو ما سيجبر السلطات الجزائرية على اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لحماية البعثتين المصريتين في الجزائر. والحقيقة أن الاتحاد الإفريقي كان بمقدوره أن يعد خلطة من نوع آخر لو أوقع ممثلي الجزائر في مجموعة غير مجموعة ممثلي مصر، وبذلك يرتاح الجميع من صداع المواجهات الجزائرية المصرية، ولكن يبدو أن هيئة الكاف التي يقال أنها تحت سيطرة المصريين أرادت إذا افترضنا أن القرعة مفبركة أن تكون المنافسة الكروية هاته فرصة لتلطيف الأجواء الملبدة بغيوم كثيفة بين البلدين من خلال أربع مواجهات جزائرية مصرية بين الجمعة 16 جويلية 2010 والأحد 12 سبتمبر 2010، أي في خلال أقل من شهرين. ولكن سنفترض أن القرعة جرت بطريقة نزيهة لا تشوبها شائبة، وفي هذه الحالة كانت احتمالات حصول مواجهة جزائرية مصرية كبيرة جدا، وهو ما حصل في النهاية، ولو لم يحصل هذه المرة، فإنه بالتأكيد سيحصل في شهور وسنوات لاحقة، لأن الجزائر ومصر ليستا على قارة واحدة فقط، وإنما في الكوكب ذاته أيضا، والمطلوب اليوم من زارعي الشر والفتنة في الإعلام العربي بشكل عام، في كل مكان، أن يتوقفوا عن زراعة الفتنة خصوصا من بعد ما شاهدوا حصاد زراعتهم الأولى..