❊ توقيف 4 أشخاص من عدة ولايات ينتمون للتنظيم الإرهابي كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة فلاوسن بمجلس قضاء وهران، أمس، عن تفاصيل مثيرة في قضية اختفاء شخصين أحدهما قاصر وقتلهما، حيث كانت وراءها جماعة إرهابية تنشط بالخارج تستغل إرهابيا عائدا من سوريا وزوجته لتنفيذ عمليات الخطف وطلب الفدية لدعم التنظيم الإرهابي. القضية التي كشف عنها وكيل الجمهورية وليد زغينة في ندوة صحفية، جاءت لتنوير الرأي العام تفاديا لانتشار أخبار مغلوطة بخصوص قضية اختطاف الضحية القاصر (ب.ع. د) والضحية (ع. م) وطلب فدية للإفراج عنهما ثم اغتيالهما والتنكيل بجثتيهما، حيث تعود الوقائع إلى 26 فيفري المنقضي، عندما تلقت نيابة الجمهورية شكوى اختفاء قاصر (ب.ع. د) في ظروف غامضة ليتم إسداء تعليمات للضبطية القضائية المختصة لفتح تحقيق. وكشف وكيل الجمهورية بأن تحريات فرقة الجرائم الكبرى التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن وهران، أبانت أن القاصر المختفي شوهد في 24 فيفري كآخر مرة رفقة المدعو (ب. ع. ب) بحي البركي وبالاستعانة بالوسائل التكنولوجية والاعتماد على شهادات المواطنين تبيّن أن الحدث (ب.ع.ب) كان متواجدا بحي البركي رفقة القاصر المختفي في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال، وسجل رجوعه بعد ذلك بساعتين ليتم البحث والتركيز عن أسباب تردّد وتنقل الحدث (ب.ع.ب) إلى بلدية الكرمة يوم اختفاء القاصر (ب.ع.د) والذي تبيّن أيضا أنه تواجد بمنطقة عين الكرمة. وأضاف وكيل الجمهورية بأنه تعمّقا في التحريات تم سماع عديد الأشخاص لهم علاقة بالقاصر (ب.ع.ب) الذي اختفى بعد علمه بأنه محل بحث من قبل الأمن بما في ذلك والدته (م.ف) التي كانت قد نفت ترددها وابنها على بلدية الكرمة ما عزّز الشكوك حولها في ظل توفّر الدليل التقني . وبعد تحقيقات حثيثة تمّ التأكيد أن الضحية تنقل إلى بلدية الكرمة رفقة (ب.ع.ب)، لتركز التحقيقات حول احتمال وجود سكن كان يتردّد عليه القاصر رفقة بعض أفراد عائلته، وتم تحديده بعد عملية مراقبة مستمرة وتفتيشه بعد استيفاء الإجراءات القانونية، حيث تم العثور على شخص بالسكن تبيّن أنه يدعى (ع. ض. د) مكنى "أبو عبد الله الجزائري" وهو محل بحث بتهم الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط خارج التراب الوطني ويعيش فيه مع زوجته عرفيا (م.ف) وابنها القاصر (ب.ع.ب). وأكد وكيل الجمهورية بأنه بناء على معطيات التحقيق تبيّن قيام الموقوف باختطاف واغتيال القاصر (ب.ع. د) بتواطؤ واستدراج من الحدث (ب.ع.ب) ووالدته (م.ف)، تبعا لذلك تمّ التنقل لمكان تواجد الجثة باستغلال الكلاب المدربة ليتم العثور عليها مقطعة ومرمية في أماكن متفرقة، فيما تم العثور على بقايا هيكل عظمي بشري يعود للضحية، بالمفرغة الفوضوية ببلدية الكرمة . وأكد وكيل الجمهورية بأن التحقيقات المعمّقة مع الموقوف بيّنت أنه كان ينشط ضمن تنظيم إرهابي بسوريا وبعد عودته للوطن وقضاء عقوبة سجن تنفيذا لحكم جنائي صادر عن مجلس قضاء الجزائر عاود للنشاط الإرهابي وكانت عملية الاختطاف بهدف طلب فدية وإرسالها إلى التنظيم الإرهابي كونه تحصّل على معلومات تفيد بأن عائلة الضحية ميسورة الحال إلا أن الأمور لم تسر مثلما خطط لها، ما جعله يقوم باغتيال الضحية بعد تعذيبه والتنكيل بجثته بعد مرور ثلاثة أيام من تاريخ اختطافه. ومواصلة للتحقيقات تبيّن أن الموقوف له علاقة باختفاء شخص آخر تم التبليغ عن اختفائه في 18 أوت 2024 ويتعلق الأمر بالمدعو (ع.م) 23 سنة مقيم بحي ايسطو، وهو الاختفاء الذي كان محل تحقيق من قبل نفس المصلحة بعد العثور على صور المختفي بالهاتف المحمول الخاص بالإرهابي الموقوف وهو جثة هامدة وتبيّن من التحقيق قيامه باغتيال (ع.م) والتنكيل بجثته ودفنه بمنطقة "سان رمي" ببلدية سيدي الشحمي حيث تم العثور على بعض العظام التي تعود للضحية. وأكد وكيل الجمهورية بأن سبب الاختطاف كان لطلب فدية حيث تلقت عائلة المخطوف رسائل نصّية قصيرة تطالبها بدفع فدية. كما كشف بأنه تم توقيف 4 أشخاص ضالعين في الجريمة وهم زوجة الفاعل الرئيسي (م. ف) وابنتاها البالغتان وابنها القاصر بعد أن أثبتت التحاليل البيولوجية لنتائج الحمض النووي للعظام التي تمّ العثور عليها مطابقتها للضحيتين. واستمرار للتحقيق تم الكشف عن شبكة دعم وإسناد للجماعات الإرهابية الناشطة بالخارج يقودها المشتبه به الرئيسي (ع.ض.د). وبعد إنجاز التحقيق الابتدائي تمّ بخصوص الملف الأول تقديم الأطراف المشتبه بهم أمس، أمام نيابة الجمهورية التي أحالت الملف على قاضي التحقيق بموجب طلب افتتاحي ضد المتهم الرئيسي وشركائه. وبعد سماع المتهمين، أمر بوضعهم رهن الحبس المؤقت. أما في الملف الثاني المتعلق بالمشتبه بهم الضالعين في شبكة تمويل وإسناد الإرهاب، فقد تمّ زيادة على المدعو (ع.ض.د) توقيف 4 أشخاص بكل من تلمسان والبليدة وباتنة وتبسة ولازال التحقيق الابتدائي بشأنهم مفتوحا وستتم معالجته فور الانتهاء من إنجازه.