يعتبر فصل الصيف من أكثر فصول السنة حرارة ومع ارتفاع درجة حرارة الجو سيزداد خطر الوقوع في واحدة من أهم المحاذير الصحية ألا وهي الجفاف وهو حالة تصيب الإنسان عندما يهبط محتوى الماء في الجسم دون الحد الطبيعي وذلك بسبب خسارة السوائل وتكون نسبة خسارة الجسم للماء أعلى من نسبة اكتسابها عن طريق المشروبات والأطعمة الغنية بالماء. ويمكن تصنيف الجفاف حسب درجته بالخفيف والمتوسط والشديد. ومن المعروف أن الجفاف الشديد له نتائج ضارة لكل الأعضاء وقد ينتهي بالموت. أضرار الجفاف وأهم الأضرار الناجمة عن الجفاف هي تأذي الكليتين (خاصة إن كانتا مصابتين بالأساس بدرجة من القصور) ونقص حجم الدم الذي قد يؤدي لانخفاض الضغط وانسداد الشرايين المتضيقة والإمساك وآلام الرأس وتغيم الوعي والحمى وحتى الهذيان. علامات الإصابة لعل أبسط طريقة لمعرفة ما إن كنت تأخذ نصيبك الكافي من الماء والسوائل في الأشهر الحارة القادمة أم لا هي ملاحظة لون البول. فالبول في الحالة الطبيعية يجب أن يكون رائقا مائلا قليلا للصفرة فإذا ازدادت درجة صفاره عن الأصفر الفاتح فهذه علامة تدل على شروع الإصابة بالجفاف. (لكن علينا ألا ننسى أن بعض المعادن والأدوية تجعل البول قاتم اللون كالحديد والفيتامين 12 كما أن البول يصبح بنيا في الحالات المرضية التي تتميز باليرقان. في ما يلي أهم الأعراض والعلامات الدالة على وشوك حدوث الجفاف: - التبدلات الذهنية وجد باحثون أن التجفاف يعطل توازن شوارد الدم ما يؤثر سلبا على مراكز الدماغ المعنية بالمحاكمات العقلية فتختل بذلك القدرة على التركيز وتضعف الذاكرة كما يقل إفراز هرمون السيروتونين ما يجعل المرء أقل استعداداً للبهجة والاستمتاع بالحياة. - الإحساس بالدوار خاصة خلال أو بعد بذل مجهود عضلي وذلك لأن جهد العضلات يتطلب توسع أوعيتها لتستهلك المزيد من الدم ما ينقص كمية الدم المتوفر للدماغ كما أن ارتفاع درجة الحرارة وتسارع التنفس أثناء التمرين من شأنهما أن يوسعا أوعية الدماغ وحصيلة كل ذلك هي نوبة من الدوار. - ألم الرأس يحصل ألم الرأس جراء أي اختلال توازن في العمليات الفيزيولوجية الطبيعية في الجسم لذلك من الطبيعي أن ترافق آلام الرأس ظاهرة التجفاف التي تختل فيها شوارد الدم والتي يصبح الدم فيها أكثر تركيزا وكثافة ما يجعل بروتينات الالتهاب في الدم تخرش أعصاب الألم المحيطة بالدماغ. - الإمساك يحول القولون ما يحتويه من الماء إلى الدم في حالات الجفاف ما يجعل كتلة البراز داخله صلبة وهو ما يسبب الإمساك.
- التشنجات العضلية تحدث هذه خاصة بعد الإجهاد العضلي وعند المتقدمين والمتقدمات في السن قد لا يحتاج ظهورها أكثر من المجهود الذي يصرف في لعبة تنس أو الجهد العادي في تنظيف البيت ذلك لأن الناس قد لا يقدرون مقدار خسارة ماء الجسم من خلال التعرق ومدى حاجة أجسامهم لتعويض تلك الخسارة.
* التجفاف المتوسط وإذا لم يسارع المرء بتدارك هذه المرحلة عن طريق تناول السوائل دخل في الدرجة المتوسطة من التجفاف التي تكون خسارة ماء الجسم فيها بين 4 و6 . وتتمثل أعراض هذه المرحلة في: - تصبح كمية البول المركز قليلة جدا أو معدومة. - يصبح الجلد جافا جدا وينعدم التعرق. - تزداد سرعة النبض والتنفس. - تزداد درجة حرارة الجسم. - يصاب المرء بالغثيان. - تغور العينان. * التجفاف الشديد أخيرا علينا أن نعرف أن التجفاف الشديد وهو الذي يحصل عند خسارة الجسم ل 7 - 9 من حجم الماء فيه ويتأتى نتيجة جهد طويل غير عادي أو تعرض لجو حار طويل المدى أو تعذر الحصول على السوائل لسبب أو آخر أو إسهال عنيف. والذي من علاماته هبوط الضغط وتسرع نبضات القلب وصعوبة التنفس وارتفاع الحرارة وتشوش واضطراب الذهن وآلام في البطن أو الصدر وسبات. وهذا النوع مدعاة لطلب المعونة الطبية واللجوء لغرفة الإسعاف بالمستشفى فورا أو يؤدي للوفاة.