لم يقتصر حضور العنصر الرجالي عبر أسواق الكباش بل ما شد انتباهنا هو حضور النسوة والأطفال برفقة الآباء لانتقاء كبش العيد وفضل الكثيرون عيش الأجواء الحيوية التي تسبق عيد الأضحى المبارك والحركية التي تشهدها أسواق الكباش فبعد أن كانت مهمة اقتناء الكبش توكل إلى الأب أو الأخ الأكبر هاهي اليوم المهمة مشتركة في عصر التفتح ولا حرج في اقتحام المرأة لسوق الكباش من أجل اختيار الأضحية بيدها مع زوجها وأطفالها وهو ما لاحظناه في سوق بابا علي ببئر توتة بحيث اجتمعت العائلات لانتقاء كبش العيد وحضرت النسوة من مختلف الأعمار أوانس سيدات وعجائز بغرض تفقد الكباش واختيار الأحسن برفقة الابن أو الزوج وكانت أجواء مميزة. وهو ما صنعته الحاجة زينب التي قدمت خصيصا مع ابنها لاختيار كبش العيد ككل سنة وقالت إنها تعجبها الأجواء كثيرا وتحبذ عيشها مع ابنها البكر الذي أوكلت له مهمة اقتناء الكبش بعد وفاة زوجها رحمه الله أما سيدة أخرى فكانت برفقة طفليها وزوجها قدموا من العاصمة لاختيار كبش العيد من هناك بحيث كان الطفلان يتنقلان بين الكباش ويرشدان أباهما إلى الكبش ذو القرنين الملتويين والحجم الكبير وفي نفس السياق قالت أمهما إنهما يحبان الكباش من الحجم الكبير ذات القرون الملتوية للقيام بمصارعات في الحي إلا أنها تمنعهما دوما عن تلك العادة المشينة ولاحظنا الأب وهو مهتم كثيرا بالكباش التي يختارها طفلاه لتحقيق رغبتهما فكما قال إن العيد عيدهم ولابد من إدخال الفرحة على قلوبهم.