وثيقة لمجلس عمادة الصيادلة تكشف: ** في ظل غياب إحصاءات رسمية حول نسب الأدوية المغشوشة في الجزائر وتكتم وزارة الصحة الجزائرية حول الأنواع الممنوع تسويقها في الصيدليات كشفت وثيقة لمجلس عمادة الصيادلة عن وجود 22 نوعا من الدواء المغشوش والممنوع بعضه صهيوني يتم تسويقه في الصيدليات ليباع بطرق غير قانونية حسب ما أفاد به موقع (العربي الجديد). ويكشف الدكتور لطفي بن باحمد رئيس مجلس الصيادلة أنه من بين الأدوية المغشوشة والمقلدة يوجد نوعان من صنع ما يسمى ب(إسرائيل) وهما (كولبوتروفين) (أقراص وكريم) وأقراص (كولبوسيبتين) تصنعهما شركة (تيفا) الإسرائيلية ويُستعمل كلاهما في معالجة الأمراض التناسلية للنساء والنوعان غير مسجلين ضمن قائمة الأدوية المستوردة التي تدخل السوق الجزائرية كما أورده موقع العربي الجديد نقلا عن مديرية الإعلام بوزارة الصحة. وعبر جولة ميدانية شملت 15 صيدلية في الجزائر موزعة على 6 مناطق وثق معد التحقيق تواجد دواء (كولبوتروفين) الإسرائيلي في خمس صيدليات واستطاع إقناع صيدليتين ببيعه الدواء بدون وصفة طبية في حين امتنع الثلاثة الآخرون عن ذلك. وأشار المصدر نفسه إلى سعر كولبوتروفين في الصيدليات باعتباره النوع الأكثر استعمالا من قبل الحوامل إذ تباع علبة دواء من 20 قرصا بسعر مضاعف يراوح بين 2500 دينار و3 آلاف دينار جزائري (من 20 إلى 25 دولارا أمريكيا) في حين أن سعره الحقيقي في السوق الفرنسية لا يتجاوز 5.20 دولارات أمريكية ما يعادل 652 دينارا جزائريا. وحسب تقرير للديوان الوطني للإحصائيات نشر في أفريل الماضي فإنه قد تم تسجيل مليون و40 ألف امرأة حامل خلال العام 2015 مقابل 840 ألف حامل سنة 2014. ووفق إحصائية لنقابة الصيادلة فإن 38 بالمائة من النساء الحوامل طلبن كولبوتروفين من الصيدليات في عام 2015 رغم ندرته أي ما يقارب 400 ألف حامل أرادت استعمال الدواء الإسرائيلي. وتوضح الاختصاصية في أمراض النساء الدكتورة عايدة بن قروي أن دواء كولبوتروفين يستخدم في علاج الجروح على مستوى الأجهزة التناسلية للمرأة كما يساهم في تليين عنق الرحم بالنسبة للحوامل لتسهيل عملية الولادة. وتكشف إحصائية خاصة عن ضبط 5278 علبة من دواء (كولبوتروفين) الإسرائيلي من بين 27583 علبة دواء مغشوش ومقلد تم ضبطها عبر قسم محاربة التهريب التابع للمديرية العامة للجمارك الجزائرية خلال العام 2015 فيما تمكنت المديرية العامة للأمن الجزائري من حجز 393429 دواءً مغشوشاً وممنوعاً من بينها 2560 علبة كولبوتروفين خلال العام نفسه. ونقل الموقع المذكور عن مصدر مطلع بمديرية مكافحة الغش التابعة للجمارك أن أدوية كولبوتروفين المغشوشة تصنع في مخابر في الهند والصين ليتم تعليبها في مصانع فرنسية تقلد منتوجات مخبر (تيراماكس) theramex الكائن مقره في موناكو وهو فرع معتمد في فرنسا تابع لشركة (تيفا) الإسرائيلية لصناعة الأدوية التي يقع مقرها الرئيسي في منطقة بتاح تكفا شرقي تل أبيب حسب ما يوضحه الموقع الالكتروني الرسمي للشركة الإسرائيلية بينما يدخل دواء كولبوتروفين الأصلي عن طريق التهريب إلى الجزائر إذ إنه غير مسجل ضمن قائمة الأدوية المستوردة التي تدخل السوق الجزائرية. ويضيف المصدر أن أدوية كولبوتروفين تهرب بواسطة تجار الحقائب أو ما يعرف بمهربي (الكابة) على مستوى المطارات والموانئ الأوروبية نحو الجزائر لتُخفى وسط الأمتعة والملابس ثم تباع لصيادلة جزائريين متواطئين مع مستوردين في الخارج وهي طريقة تتكرر مع أدوية أخرى كما يؤكد البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي والذي أكد أن عدة أدوية مقلدة ومغشوشة تصنع في دول شرق آسيا لتدخل الجزائر عبر السوق الأوروبي. ويوضح الصيدلاني توفيق صافر أن تركيبة دواء كولبوتروفين الأصلية تحوي على مرطب الفازلين وبولي إيزوبوتين وسيسكيوليات السوربيتول (Arlacel 83) والسيليس الغرواني اللامائي والمياه المطهّرة إلى جانب مواد حافظة هي باراهيدروكسيبنزوات الميثيل الصودي (E 219) باراهيدروكسيبنزوات البروبيل الصودي (E 217) فيما يتكون غشاء الدواء من الجيلاتين والغليسرول والديمتيكون. وتظهر نتائج التحليلات الكيميائية لمكونات عينة من كولبوتروفين مغشوش حصلت عليها (العربي الجديد) عبر مديرية مكافحة الغش التابعة للجمارك أن الدواء المقلد يحوي على جزئيات من الحجر الكلسي ومركبات الثاليدوميد الخطيرة ونسبة عالية من المادة الحافظة باراهيدروكسيبنزوات الميثيل الصودي (E 219) وكذا تكاثر لخلايا بكتيريا النَيْسَرِيّة البُنِّيّة Neisseria gonorrhoeae داخل الدواء. وتحذّر الدكتورة عايدة بن قروي النّساء والحوامل من شراء الأدوية المهربة خاصة كولبوتروفين حتى لو كانت أصلية غير مقلدة إذ لا تخضع تلك الأدوية للإجراءات الرقابية المطلوبة وغالبا ما تفقد مفعولها العلاجي بسبب سوء التخزين واحتوائها مواد كيميائية ضارة ما يهدد صحة مستهلكها. للإشارة يُعاقب قانون العقوبات الجزائري المعدل في جويلية 2015 في المادة 431 بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة 10 آلاف إلى 20 ألف دينار (83 إلى 166 دولارا) كل من يغش أو يعرض أو يضع للبيع أو يبيع مواد صالحة لتغذية الإنسان أو الحيوانات أو مواد طبية أو مشروبات أو منتوجات فلاحية أو طبيعية يعلم أنها مغشوشة أو فاسدة أو مسمومة.