أطباق تقليدية وأجواء بهيجة تعيشها العائلات هكذا يحيي الجزائريون رأس السنة الهجرية ستحتفل الأمة الإسلامية يوم غد بحلول السنة الهجرية الجديدة 1438 سنة يتمناها الكثيرون أن تكون أحسن من التي قبلها وأن تحل على المسلمين بالخير والبركات إلا أن حلولها لا يمكن أن يمر مرور الكرام في العديد من البيوت الجزائرية بل تقوم العديد منها ببعض الطقوس الاحتفالية الخاصة بهذه المناسبة وذلك من أجل ترسيخ بعض قيم ديننا الحنيف في نفوس الجيل الصاعد. عتيقة مغوفل تقدس العديد من العائلات الجزائرية الاحتفال بالمناسبات الدينية وذلك حتى ترسخ بعض العادات والتقاليد الخاصة بكل مناسبة في نفوس الاطفال وحتى تبقى متوارثة من جيل لآخر ومن الطقوس الاحتفالية التي تقوم بها الكثير من ربات البيوت إعداد بعض الأطباق الخاصة الشعبية مثل الرشتة الشخشوخة والكسكسي وكذا بعض أنواع الحلويات الجافة تيمنا بالفال الحسن خلال المناسبة. الرشتة والخفاف من عادات العاصميين تجولت (أخبار اليوم) ببعض شوارع العاصمة وذلك من أجل أن رصد آراء بعض ربات البيوت في كيفية الاحتفال برأس السنة الهجرية الجديدة وأول سيدة قابلناها السيدة (دليلة) في العقد السادس من العمر هذه الأخيرة تنحدر من الجزائر العاصمة قابلناها بأحد المصانع الخاصة ببيع مختلف أنواع العجائن بحي باب الوادي قصدت المصنع من أجل شراء بعض الرشتة التي كانت ستحضرها في مأدبة العشاء الخاصة بليلة أول محرم فكانت فرصة لنا حتى نقترب منها ونسألها عن الطقوس الاحتفالية التي تقوم بها من أجل استقبال رأس السنة الهجرية الجديدة فردت علينا هذه الأخيرة أنها تقوم بإعداد وجبة عشاء خاصة بالمناسبة بحيث تقوم بإعداد الرشتة وتدعو ابنها المتزوج الذي يقوم بإحضار زوجته وأولاده لإحياء المناسبة من جهة أخرى أكدت لنا السيدة دليلة أنها تقوم بتحضير بعض المعجنات من أجل شرب القهوة صبيحة اليوم الأول من رأس السنة الهجرية حيث تقوم بإعداد الخفاف لأفراد العائلة وتعكف الأم على تحضير الخفاف بشكل خاص على حد تعبيرها وذلك اعتقادا منها وعلى غرار العديد من العاصميات أن استقبال السنة الجديدة بهذا النوع من المعجنات يجعلها سنة مليئة بالخير والرزق الوفير. صب التراز على رأس المولود الجديد تقليد قسنطيني عريق وعلى غرار العاصميات فإن لكل سيدة عبر ولايات الوطن طريقتها في الاحتفال وهو الأمر الذي شرحته لنا السيدة فاطمة التي تنحدر من الشرق الجزائري حيث أخبرتنا أنها تنحدر من ولاية قسنطينة إلا أنها تعيش في العاصمة فقد زفت عروس إليها وهي تبلغ من العمر 17 سنة إلا أنها ما زالت تحافظ على العادات والتقاليد القسنطينية التي تحييها في كل مناسبة وذلك حتى تعود بنتها على المحافظة عليها من بعدها وقد أخبرتنا هذه الأخيرة أنها تقوم بالاحتفال بأول محرم بالطريقة القسنطينية حيث أنها تجتهد في إعداد التريدة القسنطينية وهو طبق تقليدي ونوع من أنواع المعجنات التي تشتهر بها منطقة قسنطينة وهو شبيه بالرشتة إلا أنه لا يكون عبارة عن خيوط طويلة بل إنه عبارة عن مربعات من العجين التي تطهى على البخار ثم توضع داخل المرق الأحمر ويكون للتريدة حسب السيدة فاطمة طعم خاص ولذيذ عندما تحضر بالدجاج والمرق الحار إلى جانب التريدة تجتهد السيدة القسنطينية في تحضير بعض الحلويات من أجل شرب القهوة أمسية الاحتفال بالمناسبة حيث تقوم بإعداد المقروط القسنطيني الذي يكون بالغرس وهو نوع من أنواع التمور وعادة ما تحبذ السيدة فاطمة أن تقدمه مع الشاي كما أنها تقدم لأفراد عائلتها رفقة المقروط بعض الحلويات التي تعرف ب(التراز) وهو عبارة عن خليط من المكسرات والحلقومة وحبات الحلوى والجدير بالذكر وحسبما أكدته لنا السيدة فاطمة فإنه ومن بين الطقوس التي تقوم بها العديد من العائلات القسنطينية وضع المولود الجديد الذي يكون في العائلة في قصعة وإفراغ التراز على رأسه كفال خير بدخول السنة الجديدة وحتى تكون كل أيام ذاك الطفل حلوة حسب الاعتقاد القسنطيني. لا يجوز حصر الاحتفال في إقامة الولائم الأمر الذي يجهله الكثير من الجزائريين أن العديد من الأئمة قد أجمعوا أن الاحتفال برأس السنة الهجرية من الأمور المبتدعة في الدين الإسلامي على اعتبار أنه ليس عيدا شرعيا لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحل لنا الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى لما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذا اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر. من جهة أخرى فإن طقوس الاحتفال عند الجزائريين تقتصر فقط على الولائم ومأدوبات العشاء والغذاء وتحضير أنواع الحلويات دون التذكير بالخصال المحمدية وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة رفقة أصحابه وهو أول يوم من التأريخ الهجري في تاريخ الأمة الإسلامية وبما أن الاحتفال يقتصر في الجزائر فقط على الولائم هو ما جعل العديد من الأئمة ينتقدون حصر الاحتفال بهذا اليوم في ذلك الجانب.