البنايات المغشوشة تشعل غضب السكان الموت تحت الأنقاض يهدد عشرات العائلات ببني مسوس خرج سكان حي 389 مسكن ببلدية بني مسوس عن صمتهم مهددين بالخروج إلى الشارع وغلق الطريق بالعجلات المطاطية والمتاريس تنديدا على أوضاعهم الكارثية داخل سكنات مهددة بالانهيار رغم حداثتها موجهين أصابع الاتهام للشركة المقاولاتية باستعمالها مواد مغشوشة في بناء هذه الشقق التي أصبحت تتناثر أو تتساقط شيئا فشيئا مع مرور الوقت. مليكة حراث أعرب سكان حي 389 مسكن ببلدية بني مسوس عن سخطهم الشديد اتجاه السلطات المحلية والولائية التي ضربت عرض الحائط بكل انشغالاتهم وشكاويهم فيما يخص تهيئة الحي الذي يعاني نقائص بالجملة وإنهاء معاناتهم التي يتخبطون فيها لأزيد من 10 سنوات والتي أصبحت لا تحتمل في ظل غياب أدنى ضروريات العيش والتي انجرت عن الإهتراء الكامل لكل مسالك الحي وانسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في تسرب المياه القذرة وسط الحي مما أدى إلى انتشار الروائح ناهيك عن تراكم النفايات في كل أركان الحي مما جعل منه مفرغة عمومية تعد ملجأ لكل أنواع الحشرات والحيوانات الضالة ناهيك عن التشققات التي ألحقت بالجدران والأسقف التي أضحت تتفتت بسبب الرطوبة العالية وقد أرجع السكان الوضعية إلى المواد المغشوشة التي تم اعتمدها من طرف المقاولين في إنجاز سكناتهم الأمر الذي أثار سخطهم فضلا عن جملة المشاكل المتراكمة. وفي جولة قادت (أخبار اليوم) إلى الحي أعرب لنا ممثل سكان الحي رفقة عائلات ثورية عن غضبهم تجاه التهميش الذي فرضته عليهم السلطات المحلية التي ناشدوها دون أن يتلقوا أي رد على شكاويهم وأكد لنا هؤلاء أن السلطات لم تكلف نفسها حتى تفقد الحي والوقوف على حجم المعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء جراء الحالة المزرية والخطيرة التي يتواجد عليها الحي بما فيه الشقق الآيلة للسقوط رغم حداثتها وفي ظل الصمت المطبق الذي تنتهجه السلطات وتذمّر السكان أكد لنا هؤلاء أنهم سيقومون بالاحتجاج وغلق الطريق أياما قليلة سيما والشتاء على الأبواب وهذا لإيصال أصواتهم مسامع السلطات ولفت انتباههم للمخاطر التي تتربص بهم واستطرد هؤلاء في حديثهم انه سبق وأن قاموا باحتجاجات وتوعدت السلطات بإطلاق مشاريع تنموية بما فيها ترميم البنايات إلا أنه لاشيء من هذا القبيل تجسد على أرض الواقع بل هي مجرد وعود كانت من أجل امتصاص غضب السكان وتهدئتهم وبقيت دار لقمان إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وقد سجلنا عبر صفحاتنا معاناة هؤلاء المواطنين التي تبدأ من انسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة في كل أرجاء الحي والتي أصبحت تشكل هاجس السكان خصوصا أن الأوضاع تتأزم لدى سقوط الأمطار أين تمنع عليهم تلك السيول من المياه والأوحال من المشي واجتياز مسالك الحي حيث يصبح المكان عبارة عن وديان تتسرب إلى المنازل التي تتواجد في الطوابق الأولى من العمارات. واشتكى هؤلاء المواطنون من إهمال مصالح البلدية للحي وتهميشه فيما يخص النظافة حيث أن الحي أصبح مفرغة عمومية نتيجة تراكم الأوساخ والنفايات في كل أركانه والتي يتجاهل عمال النظافة بالبلدية رفعها لتبقى تصنع ديكور الحي وتسبب في انتشار الروائح وكل أنواع الحشرات التي تتقاسم السكان حياتهم وترهق كاهلهم فهي حسب شهادة هؤلاء تتسبب لهم في أمراض تعرّض حياتهم وحياة أولادهم للخطر وأضاف هؤلاء أن الحي يعرف ارتياد الخنازير التي تتواجد في غابة الواد المحاذي للحي والذي اعتبره هؤلاء مصدرا آخرا لمعاناتهم حيث أكدوا أنه يزيد من انتشار الحشرات والأفاعي التي باتت شبحا مخيفا لهم حتى في فصل الشتاء. وإضافة إلى تلك النقائص فسكان الحي معرّضون لخطر الموت جراء الطريقة الفوضوية والغير آمنة التي تم بها إيصال منازلهم بالكهرباء كما أن غياب الإنارة العمومية بمعظم أرجاء الحي يعرض هؤلاء السكان للاعتداءات والسرقات ليلا من طرف الشباب المنحرف خاصة أن الحي حسب ما أكده قاطنوه أصبح ملجأ لفئة من الشباب المنحرف الذين يجدون كل فرص الاختفاء سانحة من أجل تعاطي المخدرات وممارسة مهنة السرقة والاعتداء على السكان وسلب ممتلكاتهم. كما أن الحي يفتقر إلى المرافق الاجتماعية. حيث سجلنا شكاوي الشباب والأولياء حول غياب مرافق تمكنهم من ممارسة هواياتهم كالرياضة واللعب حيث أن الوضعية التي يتواجد فيها الحي تشكل خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للسقوط بسبب إهتراء الطرقات وتواجد الحفر التي تسبب لهم جروح بليغة كما حدث لأحد المسنين الذي تعرض لكسور على مستوى الكتف بعد سقوطه في إحدى الحفر. ولإنهاء معاناة هؤلاء المواطنين ناشدوا عبر صفحاتنا السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم والي العاصمة عبد القادر زوخ من أجل التكفل بأوضاعهم التي أصبحت على المحك والعمل على انتشالهم من الكارثة التي تعيق حياتهم وتمنع عنهم الإحساس بالحياة وذلك بإعادة إطلاق مشاريع تهيئة الحي وإصلاح قنوات صرف المياه وتزفيت الطرقات وترميم الشقق التي أصبحت مهددة بالانهيار على رؤوس قاطنيها ولتفادي حدوث كوارث بشرية لا يحمد عقباها كالفيضانات وانتشار والأوبئة فهم يستعجلون التدخل الفوري للمسؤولين.