ق. حنان في خضم الأحداث المصرية المثيرة والمتسارعة، واختزال بلاد النيل كلها في ميدان التحرير الذي يشهد منذ نحو ثلاثة أسابيع كاملة، احتجاجات ومظاهرات صاخبة تطالب بتنحية الرئيس مبارك، ، تبرز من حين إلى آخر، بعض المشاهد التي تشد أنظار المتتبعين في كافة أنحاء العالم، ويبدو المواطن الجزائري واحدا من المتتبعين والمهتمين بشأن تطور الأحداث بأرض الكنانة منذ اندلاعها في الخامس والعشرين من شهر جانفي الماضي، وقد صنع الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع وبث أيضا على شاشات عدد من الفضائيات الإخبارية كالعربية، حول المطرب المصري "تامر حسني" الحدث، خلال اليومين الأخيرين، خاصة في أوساط معجباته من المراهقات والفتيات عموما، فمطرب المراهقات مثلما هو معروف، الذي يثير جنونهن حيثما حل وارتحل، ومعلوم ما صنعه في الجزائر أثناء حفلته التي أقامها هنا، صدم معجباته الباقيات في الجزائر، بعد مشاهدة الموقف المحرج والمخجل الذي أوقع نفسه فيه، وكذا مشهده وهو يبكي وينتحب على ما حصل له في ميدان التحرير، الأمر الذي لم يرق لعدد من الفتيات اللواتي قلن في حديثهن ل"أخبار اليوم" أن البكاء ليس من شيم الرجال، وانه كان من المفترض أن يوضح موقفه منذ البداية، ولا يحيد عليه، لا أن يحاول ركوب الموجة في اللحظة الأخيرة، ليتسبب في كسر رقبته. إحدى المعجبات بتامر حسني وهي مراهقة في السابعة عشر من العمر، قالت أن ما تبقى في قلبها من إعجاب ناحيته، بعد أن تلاشى جزء هام من إعجابها به، أثناء التصريحات التي أطلقها هذا المطرب أيام الأزمة الكروية، قد تبخر نهائيا، بعد أن شاهدته يبكي وبعض الأشخاص حوله يحاولون مواساته، وانه لم يكن متبقيا له إلا أن يبدأ في الولولة والانتحاب، في مشهد ابعد ما يكون عن الرجولة الحقة، ولا تعد دموع الرجال عيبا ولا انتقاصا لقيمتهم ورجولتهم حسبها، ولكن عندما تكون صادقة، وناعبة عن موقف حقيقي، ومشاعر صادقة متأثرة وصريحة، لا عن مشاعر ندم وأسف وحزن على ما تم تضييعه. تجدر الإشارة إلى أن معتصمي ميدان التحرير انزلوا بالقوة المغني تامر حسني من على منصة الإذاعة ومنعوه من إلقاء كلمة يعتذر فيها عن إساءته إليهم وهجومه على المعتصمين لمطالبتهم برحيل الرئيس حسني مبارك عن سدة الحكم. وهتف المعتصمون ضد تامر الذي زار الميدان: «انزل... ارحل... ارحل مع باباك حسني». وكاد بعض المعتصمين أن يضربوا حسني، لكن مرافقه سارع إلى إطلاق النار في الهواء، ليتمكن من الخروج من الميدان سالما. وكان تامر حسني قد طالب المتظاهرين في ميدان التحرير في سادس أيام اعتصامهم، بضرورة العودة إلى منازلهم حقناً للدماء، وقال إن التغيير الذي طالب به الشباب حدث بالفعل، لذلك وجب عليهم الرحيل لإنهاء الأزمة وعودة الأمن. وبثت قنوات إخبارية ومواقع الكترونية عديدة على رأسها موقع اليوتيوب مقطع فيديو للمطرب المصري وهو يبكي بعد دقائق من الحادثة، وقال كلاماً غير مرتب حاول فيه إبداء وجهة نظره، مشيرا إلى أن الناس في ميدان التحرير "فهموه خطأ"، وأنه "مش زعلان منهم". ويبقى أن نذكر تامر حسني في الأخير بالبيت الشعري العربي الشهير: "بلادي وان جارت علي عزيزة * وأهلي وان ضنوا علي كرام".