في كل مرة نسمع بظواهر غريبة تجتاح مجتمعنا المسلم، ظواهر يستوردها شبابنا، إمّا من الفضائيات او من الانترنيت، يحملون ثقافة الغير، ولو كانت مسيئة لمعتقداتنا وديننا، ويحاولن تقليدها تقليدا أعمى، وهو ما يقع مع شباب تبنوا ثقافة "الإيمو" الغربية، بل وحاولوا تحويلها إلى ثقافة جزائرية. مصطفى مهدي قد نستغرب من تصرفات بعض الشباب والمراهقين، من كل شي فيهم، من طريقة حديثهم، ولباسهم، ومشيتهم، والموسيقى التي يسمعونها، والتي تكون غريبة أحيانا، وربما ليست محتشمة، ولكن هناك ما هو أخطر من ذلك كله، وهي تلك الأفكار التي يحملونها من بلدان أوروبا وأمريكا، والتي قد تسيء إليهم أكثر من تلك المظاهر، ومنها ثقافة وأفكار نوع من البشر اختاروا طريقة في الحياة غريبة، وهم "الايمو". وكلمة "ايمو" هي اختصار للكلمة الانجليزية Emotion والتي دل على الانفعال، كانت بدايتها كنوع موسيقي بداية الثمانينيات، يتميز بالحزن والمأساة ويفتقد إلى اللحن، ثم تحولت إلى طريقة في الحياة، ظهرت في أمريكا أول شيء، ثم انتقلت إلى المجتمعات الغربية بعد ذلك، معظم هؤلاء من المراهقين، لهم كلّ شيء تقريبا خاص بهم، من طريقة الحياة والتفكير، أمّا الملابس التي يرتدونها فعادة ما تكون جينز ضيق وقميصا ضيقا كذلك، يحمل علامة "الإيمو"، أو احد شعارات فرق الروك، ويضعون أقراطا في كل منطقة من أجسادهم، إضافة إلى الأساور، والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء، وقد تميزت هذه الفئة من البشر بأنهم عاطفيون وحساسون، ويميلون إلى الكآبة والبكاء مكسوري القلب ويميلون إلى الحب غير المتبادل، ولديهم دائما فكرة أنهم منبوذون من المجتمع، ويميلون إلى الحزن المفرط، حتى أنّ الكثير من المنتحرين، اكتشف انه يتبع ثقافة "الإيمو"، وحتى بعض مغنو موسيقى "الروك" الذين انتحروا. المشكل أنّ بعض مراهقينا وحتى المراهقات حاولوا أن ينتهجن ثقافة "الإيمو" تلك، فيحيون مثلهم، ويتحدثون ويلبسون ويفعلون كل ما يفعله "الإيمو"، فيما أبدع آخرون طرائق أخرى لتقليدهم، وهي تحويل اللباس الإسلامي إلى لباس "ايمو إسلامي"، هن فتيات مراهقات، اعتنقن هذه الثقافة الغريبة، وسمين أنفسهنّ ب"ايمو مسلمات"، حيث أنهن يرتدين الحجاب الشرعي، ولكنه عادة ما يكون ضيقا، مثلما هو لباس "الإيمو"، ويضعن أقراطا حديدية في مناطق مختلفة من أجسادهن بعضها تُرى، وأخرى لا، ويستمعن إلى موسيقى "الإيمو"، وقد رحن يتداعين إلى اعتناق هذه الثقافة الغريبة، حيث افتتحن موقعا خاصا بهن، وكذا صفحة على الفايسبوك، ليلتقين فيها، ويتبادلن الأفكار، وهو الأمر الذي قد يجعل بعض أصناف النفوس يتبعون هذه الثقافة التي، وبالإضافة إلى سطحيتها، وابتعادها على ديننا، فإنها لا تزيد الإنسان إلاّ تعاسة، وانطواءً، خاصة وانه لا شك سيستفيق يوما، ويدرك حجم الوهم الذي كان يعيش فيه، فلا يجد الحسرة والندم، ولا يربح إلاّ سنوات من الضياع أفناها في اللاشيء. لكن الملاحظ أن الأولياء لا يدركون حجم الخطر الذي يعترض أبناءهم وهو يرونهم يتبعون هؤلاء الجنس من البشر، او حتى يلاحظون تغيُّر طباعهم، وعاداتهم في الأكل واللبس، وحتى تأثير ذلك كله على نفسيتهم، يرى الأولياء كل ذلك فلا يحركون ساكنا، رغم أنّ الأمر بالغ الخطورة ويمكن أن يجعل المراهق، وهو في تلك السن الحساسة، يقدم على جريمة، إن في حق نفسه او حق الآخرين، وهو الخطر المحدق بهم، وهم يبالغون في الحزن والمأساة، ويبتعدون يوميا عن دينهم، وعن المعقول.