م· راضية تمنّت وزيرة الثقافة خليدة تومي أن تحظى كلّ ولاية عبر ربوع الوطن باحتضان ملتقى أو عاصمة لاحتضان تظاهرة الثقافة العربية والإسلامية كلّ سنتين، حتى يتمكّن بذلك الجزائريون والأجانب من التعرّف عن كثب على رموز الثقافة العربية الإسلامية التي تزخر بها كلّ منطقة من مناطق الوطن الشاسعة بتنوع تقاليدها وتراثها، وبالتالي ستكون العملية فرصة للسماح بإعادة ترميم العديد من المنشآت القديمة وإنشاء معالم أخرى تكون بمثابة المتنفّس للمواطن· قالت تومي خلال نزولها ضيفة على حصّة "تحوّلات" التي بثّت استثنائيا أمس من ولاية تلمسان التي شهدت انطلاق الشقّ الأوّل من احتفالية تلمسان عاصمة التظاهرة الإسلامية بتزامنها مع الاحتفالات المخلّدة للمولد النبوي الشريف، إنها اقترحت أن تكون قسنطينة عاصمة قادمة لتنظيم تظاهرة المقبلة، على أن تختار ولاية كلّ عامين لإحياء التظاهرة الثقافية والإسلامية، والتي أكّدت بشأنها أنها فرصة سانحة لإظهار الموروث الثقافي والديني المادي وغير المادي، كما ستفرض مثل هذه المناسبات على الدولة أن تتكفّل وتوفّر جميع الإمكانيات المادية والبشرية للقطاع حتى يمكن أن تسترجع بعض المواقع التاريخية عن طريق الترميم، في حين يفرض إنجاز مشاريع تدخل في السياق ذاته كفضاءات للثقافة والنقاش والمسرح··· الخ· كما أشارت تومي خلال حديثها إلى أن الاختيار انصبّ على مدينة تلمسان باعتبارها عاصمة للمغرب الأوسط والزيّانيين منذ أكثر من 3 قرون، خاصّة وأن كافّة المعطيات أهّلتها لاحتضان التظاهرة من أجل خلق بها متاحف ومواقع وهياكل أساسية ناقصة لاحتضان العرس الكبير المنتظر في ال 16 من أفريل المقبل حتى يمكن المحافظة على موروثها وتثمينه، وبالتالي الاستفادة الجماعية منه، مشيرة إلى أن عاصمة الثقافة الإسلامية لا تتوفّر على قصر ثقافة ولا على فضاءات للتظاهرة ولا حتى قاعات للسينما والموجودة منها خرّبت من طرف الإرهاب· وأكّدت وزيرة الثقافة أن ولاية تلمسان تحتضن أكثر من 80 بالمائة من التراث الإسلامي الجزائري، ممّا شجّع على ذطبع أكثر 365 عنوان حتى يتمكّن الجزائري المتعطّش إلى تاريخ أجداده معرفة كامل المراحل التي مرّت بها الجزائروتلمسان بدرجة أخصّ· كما تمّ بالمناسبة ترميم 99 مشروعا عبر تراب الولاية، منها 77 مكتملة لتكون جاهزة يوم الافتتاح الرّسمي، في حين لاتزال 22 أخرى قيد الإنجاز، على أن يتمّ تسليمها في الموعد المحدّد· كما أن التظاهرة المبرمجة من شأنها حسب الوزيرة تحقيق 19 مسرحية بمشاركة أكثر من 30 فنّانا مسرحيا، علما أن المسرحية الأولى المبرمجة يشارك فيها حوالي 60 مسرحيا، وهو ما اعتبرته الوزيرة بالجوّ الملائم الذي يوفّر مناصب شغل للفنّانين والمواهب الفنّية· كما تضمّ التظاهرة 50 فيلما لمخرجين جزائريين ومن دار إنتاج جزائرية، ناهيك عن الجولات الفنّية لفائدة 1000 فنّان التي انطلقت أمس من تلمسان وحوالي 12 ملتقى دولي بمشاركة جامعيين جزائريين وأجانب، وهي الفرصة السانحة حسبها لإعادة ترميم ما يمكن ترميمه من التراث وبناء فضاءات أخرى· على صعيد آخر، نفت الوزيرة الإشاعات التي تتداول حول الميزانية الممنوحة للتظاهرة والمقدّرة ب 100 مليون أورو، مؤكّدة أنه منح لها أقلّ من 10 ملايير دينار لترميم وإنشاء مواقع ثقافية جديدة، وهي الميزانية التي أكّدت بشأنها أنها لا تكفي لتغطية كافّة مطالب التظاهرة، لكنها قالت: "بالشيء القليل نفعل أشياء كبيرة"· أما عن الرهان الذي تريد أن تصل إليه الوزارة فأكّدت تومي ضرورة إعادة الحقّ للمواطن الجزائري من أجل الاحتفال بمواقع ملائمة والتظاهر بها والاستمتاع بالمسرح، مشيرة في الوقت ذاته إلى ميزانية الوزارة التي وصلت إلى 0.76 بالمائة في 2010، في حين تطمح إلى أن تصل إلى 1 بالمائة من الميزانية الإجمالية للدولة حسب دراسات قامت بها منظّمة اليونيسكو بشأن البلديان النامية· ومن جهة أخرى، كشفت تومي عن المشروع الخاصّ بقانون الفنّان الذي اقترحته الوزارة في 2005 وهو عبارة عن مرسوم تنفيذي يضمّ مجلسا للفنّانين ووزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مهمّته إرشاد ومساعدة الفنّانين للمشاركة في الضمان الاجتماعي والاعتراف به حتى يمكن مساعدته داخل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مشيرة إلى أن المرسوم الذي رحّب به الفنّانون جاهز وتمّت مناقشته وعدّل وينتظر أن يبرمج للمصادقة عليه·