قص الله-عز وجل-علينا قصة أصحاب القرية في-سورة يس-حيث ابتدأ القصة بقوله: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِث فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ}[يس:13-14] وتأمل كيف عبر الله-عز وجل-بقوله:{واضرب لهم مثلا} فهذا مثال فحسب فالمكذبون الذين كذبوا الرسل هم كثير في كل زمان ومكان فهذا مجرد مثال! وأي مثال! إنه مثال اعتبار لكل من أراد الهدى والطريق القويم طريق الأبرار الموصلة إلى العلي الغفار! أما طريق أهل النار فهذا قولهم:{ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْء إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ}[يس:15] فهذه مقولتهم ومقولة كل مستكبر معاند لكل رسول من رسل الله! فهي إذن مقولة مشهورة فهم لا يتوارثونها بل نابعة من داخلهم المظلم المليء بالكفر والاستكبار! أما أهل الإيمان أهل الحق والبرهان فيتفكرون ويعتبرون بما يأتيهم من الهدى ويلتمسون منه الرشاد فيحصل لهم به الفلاح والنجاح فكان شعارهم!: {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُر ّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَال مُبِين * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [القصص:22-27] فيا ليتهم يعلمون ما سوف يحل بهم إذا واصلوا العناد والاستكبار ما سيحصل لهم من المنتقم الجبار. فاجعل أخي الحبيب هذا شعارك:{وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}! { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}!.