إرشادات أسرية كيف تتعاملوا مع سلوك الأطفال الفوضوي؟ مع رغبة الأهل بأن ينموا أولادهم ويكبروا بشكل جيد ومع بدء تحقيق هذه الأمنية تكثر الصعاب وتزداد سلوكيات الأطفال نشاطا وإزعاجا ولا شك أن الأبوين هما الوعاء الأكبر الذي عليه استيعاب كل ذلك واحتضان ما يدور بداخل أبنائهم من أفكار وأسرار وما يعتريهم من تغيرات سلوكية تكون مزعجة في كثير من الأحيان ومع تفهم طبيعة الطفل وسمات كل مرحلة عمرية يمر بها يمكننا تعديل سلوك الأطفال كما يمكننا أيضا أن نتفاعل بإيجابية مع كل النصائح التي يقدمها لنا التربويون لنخرج للمجتمع بطفل سوي يجيد لغة البناء لا لغة الهدم وسنستعرض بعض النصائح الهامة للتعامل مع سلوك الأطفال الفوضوي: -إضبطوا غضبكم: تذكر نصيحة مضيفي الطيران قبل الإقلاع والتي ينبهونك فيها إلى ضرورة وضع قناع أوكسجين في حالة حدوث أي طارئ فقبل أن تساعد طفلك على وضعه من الأهم أن يكون التعامل مع عواطفنا محط أنظارنا أولاً فكل ما عليك فعله هو الانتباه قبل كل شيء إلى نفسك ويقول (د. وولف): قد لا يكون غضبك في حد ذاته هو المشكلة وتكون المشكلة الأهم هي كيفية تعاملك مع غضبك هذا أن تقسم بألا تغضب أبداً قد يكون شيئاً مستحيلاً وسيجعلك تشعر باستياء كبير إضافة إلى أن الأطفال يشعرون بانزعاجك حتى وإن حاولت أن تخفي هذا الأمر عنهم كل ما عليك أن تفعله هو أن تحد من غضبك. فإذا ما ترعرعت وسط عائلة صاخبة كل من فيها يصرخ فقد يصبح ضبط الطريقة التي قد تعبر فيها عن مشاعرك أمراً شديد الصعوبة وعليك _ كما ينصح د. خالد سعد النجار _ أن تغير الطريقة التي تعبر بها عن غضبك من سلوكيات طفلك الفوضوي فبإمكانك أن تعبر عن غضبك دون أن تقول له أية كلمة تجرحه هدئ أعصابك فذلك سيساعدك -بدون أدنى شك- على التعامل بطريقة جيدة مع الموقف بالإضافة إلى أنه سيمنح طفلك فرصة لفهم ما تقوله وتذكر إذا ما صرخت في وجه طفلك فقد يقلل الصراخ من عملية تعليم الطفل نفسه فكل ما سيركز عليه هو غضبك وطريقة تعبيرك عنه وسينسى الخطأ الذي ارتكبه. - الاتفاق على منهج تربوي واحد بين الأب والأم: نؤكد على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين فلا يجوز أن تتسامح الأم في موضوع معين ثم يأتي الأب ويناقضها كلياً في الموضوع نفسه!!.. إن الأبوين اللذين يشكلان جبهة موحدة فيما يخص الانضباط هما اللذان يحققان أفضل النتائج التربوية لذا تبادل أنت وزوجتك الأفكار والمشاعر حول كيفية التصدي للسلوك السيئ إن النظام الأمثل هو أن ندع كلا من الطرفين سواء الأب أو الأم المتواجد مع الطفل عند إساءة السلوك بمعالجة الأمر كما يتراءى له فعهد (انتظر حتى يعود والدك) يجب أن يكون قد اقضى منذ زمن بعيد لأن مثل هذه العبارات تصور الأب على أنه الرجل الشرير بالإضافة إلى أن هذا التهديد يخلق نوعًا من القلق غير المبرر لدى الطفل الذي كان يمكن من الأفضل أن ترد عليه الأم بشكل فوري قائلة: قلت لك ألا تضرب أخاك ولكنك ضربته ثانية تعال واجلس معي واتركه يلعب لوحده في سلام. - لا تستسلموا للمزاجية: فكما ينصحنا د. خالد سعد النجار: _لا تخضع قوانين وروتين الأسرة للحالة المزاجية للوالدين فلا يجوز أن يتم التغاضي عن التزام الأبناء بالنظام حينما يكونان (أحدهما أو كلاهما) في حالة مزاجية طيبة أو يتشددان في تنفيذ الأوامر مع أبنائهما إذا كانا في حالة سيئة!.. إن الشعار الدائم الذي يجب أن يتبعه أولياء الأمور هو الاستمرارية والثبات فالأطفال يفكرون دائماً بصورة منطقية وهو ما يجعلهم يعتقدون بأنه إذا لم يكن الأب والأم يطبقان قوانينهما بصورة مستمرة فهذا يعني بأنهما لم يكونا جادين فيما قالاه.