ورد ذكره في القرآن الكريم 28 (هُوَ اللهُ الّذِي لا إِلَهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر: 23] مرتان الطاهر المطهر وممَّا طَهَّرَ وقَدَّسَ به بني آدم ما أنزله في كتبه ورسله وما شَرَّعه من الطَّهارة بالماء الطَّهور ثم جعل كلَّ شيء يُسَبِّحُ بحمده فهو (السّبّوح القدّوس) وهو صيغةُ مبالغة من القُدْس وهو الطَّهارةُ. (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) [البقرة: 30] نُقَدِّسُ لَكَ: نُطَهِّر أنفسَنا لك وقيل: نَنْسبك إلى صفاتك الطَّاهرة. وروحُ القُدُس هو جبريل - عليه السلام - معناه رُوحُ الطَّهارة وقيل: القُدسُ البركة والأرضُ المقدَّسةُ هي الأرضُ المبارَكةُ ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) [الإسراء: 1]. أَثَرُ الإيمان بالاسم: - اللهُ _ سبحانه - هو القُدُّوسُ بكلِّ اعتبار المنَزَّهُ على الإطلاق وطهارةُ العبد منه وبه. - وَجَبَ على العبد أن يُقَدِّسَ اللهَ ويُنَزِّهه عن النَّقائص ثم يُقَدِّسُ نفسَه عن الشَّهوات ومالَه عن الشُّبُهات وقلبَه وجوارحَه عن الغَفَلات فإذا فَعَلَ ذلك اسْتَنَارَ قَلْبُه وظَهَرَ ذلك على ظاهره وتَعَدَّى لغيره فَيَطْهر بطهارته أهلُه وولدُه. - كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثر من ذكر هذا الاسم في رُكوعه وسُجوده: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الملائكة والرُّوح (مسلم). - وكان يُسَبِّحُ به إذا سَلَّمَ في الوتر بقوله: سُبحان الملك القُدوس (أبي داود). - نفى صلى الله عليه وسلم صفةَ التَّقْديس عن الأُمَّة الظَّالمة: لا قُدِّسَتْ أُمةٌ لا يَأْخُذُ الضَّعيفُ فيها حَقَّه غَيْرَ مُتَعْتَع (ابن ماجه) المتعتع: المقلق المنزعج وقال صلى الله عليه وسلم: كَيف يُقدِّسُ اللهُ أمةً لا يُؤْخَذُ لضعيفهم من شديدهم (ابن ماجه) فالظُّلمُ يَنْتَقص من طهارة وبركة الأُمَّة. كتب أبو الدَّرْداء إلى سلمان الفارسيِّ ليهاجر من العراق إلى الأرض المقدَّسَة وهي الشَّام فَرَدَّ عليه سَلْمان ببلاغة تُوَضِّحُ مفهومَ القداسة: إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أحدًا وإنَّما يُقَدِّسُ الإنسانَ عَمَلُه (موطأ مالك).