**************بقلم: سميرة بيطام************** أجمل ما أحببته في مسيرتي الحياتية والمهنية تلك العبارة التي تداولها عظماء عصر قديم وحديث سعوا بكل أفكارهم ومعتقداتهم لأن يبحثوا عن الحقيقة مثلما سطرتها لهم أخلاقهم وقناعتهم الشخصية، تلك المقولة من أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج ان أراد الحصول على شيء،لكن معارضوا الحق لا يحبون هذا الضجيج لأنه يوقظ فيهم نزعة التمرد على الضمير الذي صحى فجأة فنغص عليهم نومهم وشوش فكرهم فكان منهم أن صدوا أبواب الاستماع لهذا الضجيج المطالب بالحق، وعلى النحو الآخر من مسيرة الكفاح كان لهذا الضجيج وقع كبير على من تنكر للحق اذ طوع فيهم ملكة التكبر وأجبرهم على الانقياد ومن ثم الاستماع لتلبية حاجة المطالب ولو بأغلى الأثمان،هذا في القضايا العادية والسلوكات الفردية فيما بين تناقض الرغبات والأهداف وحتى الميولات، ربما السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة : ما نوع الضجيج الذي لا بد من احداثه ليتم الحصول على ذاك الحق المهضوم أو المسلوب للدول المستضعفة؟، ثم متى نعرف أن الحق له وزن من المشروعية وما هو معيار ضبط أحقية نيله كاملا ومستوفي لشروط الرضى بغض النظر على الدوس على الحقوق التي رسمها القانون الدولي والقانون الدولي الانساني ؟. اذا كانت سياسة الدولة الظالمة تسعى في أن تمنع قوة معادية من اتخاذ قرار باستخدام أسلحتها او منعها من الاقدام على فعل يحقق لها تطورا تكنولوجيا وتقدما حضاريا من باب حرص الدول الكبرى أن تبقى كبيرة بدون منافس لها وتحرص في ابقاء الدول الأخرى صغيرة حيث تحرص الاستراتيجية الرادعة على أن لا تستخدم أسلحتها والسر في ذلك أن هذا الامتناع هو من باب الحرص على أن لا يختل ميزان المخاطر المتوقعة والمصلحة المحققة، وبالتالي يعد الردع هو الأساس لأي صراع والأداة الرئيسية في تمثيل هذا الردع هو الديبلوماسية في مجال السياسة الدولية والإقليمية، فيفرض السلام ولو لم يكن مبنيا على العدل ليتم الحفاظ على الأوضاع الراهنة من أن تتطور الى انحرافات تلحق خسائرا كثيرة فيختل التوازن . اذا، فتعادل التوازن بين أطراف الصراع يحقق الاستقرار ولكن أحيانا يحدث اهتزاز في ذاك الاستقرار لتطفو الشكوك في النوايا والغايات في تحرك الطرف الآخر الذي لا يلبي أجندة دولية تطيع أمريكا واسرائيل بالدرجة الأولى مثل ما يحدث اليوم في أزمة الخليج، كل شيء مدروس وبأبعاد زمنية مضبوطة اختارت من شهر رمضان ميعاد لانطلاق العداء وكأن الأمة العربية والاسلامية كان لها هذا التوتر لتظهر قوية أمام الدول المراهنة على السلام الزائف في أن تسد منافذ الحياة على جيرانها وتلقنهم درسا في الطاعة، هنا ولدت قوة عربية رادعة ومن غير وجود هذه القوة الرادعة سيستمر الولد المشاكس في شقاوته، فاستخدام القوة هنا هو اسكات لذاك الضجيج وردع لمساعدة الغير ولو كان في اطار مسموح به دوليا، فعلى قطر أن تبقى مطيعة وأن لا تطالب بحق يوضح سبب قطع العلاقات معها. لكن ماذا يقع على عاتقنا كمتتبعين وكجزء من هذه الأمة التي يهمها استقرار المنطقة لتضميد الجراح في الناحية الأخرى من الشرق الأوسط يف سوريا والعراق؟،و هل كتب للدول العربية والاسلامية ان تعيش الحرب واللاستقرار بإمضاء من دول التكبر التي تكره الاسلام والمسلمين وللأبد؟. أي مصير ينتظر باقي الدول التي تظل تحت مظلة الردع بالظن لحين تنتهي عملية الابتزاز للطرف المستفز حاليا؟.، في حقيقته هو تجزئة المصير وبطريقة ديبلوماسية يغلفها قلق على أمن واستقرار المناطق المجاورة لتنعم اسرائيل بالفرح المنشود الذي حرصت على تحقيقه كلما تعرضت لمضايقات أو مشادات كلامية. يبقى علينا أن نفهم حقيقة واقعية وهي أن السلام لن يتحقق إلا اذا استعملت الدول محل الخطر قوة رادعة لأن الاستقرار لن يتحقق إلا اذا تم استعمال الردع بالمثل، وأي حق لن يكف الضجيج لاسترجاعه بقدر ما سيتطلب تنفيذ ديبلوماسية قوية مع وضوح كامل للقرارات لإدارة صراع بات يهدد العالم برمته ان لم تستأصل حرب الاستنزاف الممارسة على العالم العربي والاسلامي، لأن الاسلام لا يزال يؤرق الكارهين له ويدفعهم في كل مرة لأن يحققوا خلافات وظغوطات باسم مكافحة الارهاب والعالم المتفرج اليوم لم يستقر على تعريف واضح للإرهاب وحتى من يصنع هذا الارهاب، لتبقى اسرائيل تهدد بضرب أي دولة عربية او اسلامية تريد أن تحقق لها اكتفاءا من الردع الذي يضمن لها استقرارا وأمنا كافيين، الكل يتحرك ليصنع قوته الرادعة ضمانا لأمنه القومي والكل متخوف من مصير الحرب القادمة ان لم تجبر الشقاقات سريعا وان لم تتدارك الدول الكبرى موقفها من بسط الهيمنة الظالمة، فكم شهد العالم القديم حروبا دامت لسنوات وكان السبب أحيانا أتفه من أن يذكر.