مسيرة وفاق سطيف (الجزء الأول) ** بمناسبة حصوله على لقب البطولة الوطنية وبلوغه نهائي كأس الجزائر سنشرع بداية من عدد اليوم في تقديم القصة الكاملة لفريق وفاق سطيف على أن نتحدث بعد ذلك عن تاريخ شباب بلوزداد. ترى ماهي مسيرة الوفاق؟ كيف ظهر الى الوجود؟ ومن أسسه؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في حلقات. الوفاق الرياضي السطايفي Entente Sportive Sétifienne اسمه الكامل وفاق رياضي سطيف (Entente Sportive Sétifienne يعد من بين أحسن الأندية ليس الجزائرية فحسب بل العربية والإفريقية ورغم انه تأسس في نهاية الخمسينيات إلا أن وفاق سطيف استطاع أن ينال حب الملايين من الجزائريين ويملك قاعدة شعبية لا مثيل لها في مختلف أرجاء الوطن خاصة في الشرق الجزائري. ينظر السطايفيون الى فريقهم الوفاق بمثابة جزء من كيانهم وواحد من أفراد عائلتهم فلا يوجد بيت إلا وبداخله راية النادي البيضاء والسوداء فهم يحبون ناديهم كما يحب البرازيليون منتخب بلادهم فمن أجله يموتون. فكرة تأسيس الوفاق الرياضي السطايفي ترجع فكرة تأسس نادي الوفاق الرياضي السطايفي الى المرحوم على بن عودة المعروف باسم لاياص وذلك في عام 1958 حيث استغل هذا الأخير إضراب ثمانية أيام وقام بتجميع اللاعبين بمدينة سطيف في سرية تامة خشية ان يكتشف المستعمر الفرنسي ذلك ويتم اعتقال جميع اللاعبين ويزج بهم في السجن. استطاع المرحوم علي بن عودة أو لاياص من تحقيق أحلامه بتأسيس فريق بمدينة سطيف يحمل اسم الوفاق ولهذه التسمية دلالة ومعاني كثيرة منها جمع الشمل والاتحاد والتضامن وكان لاياص من بين أبناء مدينة سطيف العالي الذين نجو بأعجوبة من مجازر المستعمر الفرنسي في الثامن ماي 1945 حيث قتلت فرنسا الآلاف من أبناء سطيف الأمر الذي ولد في نفسه كراهية لا توصف تجاه الفرنسيين الى درجة أنه وقبل تأسيس نادي وفاق سطيف كان يعارض بشدة لعب الجزائريين في النوادي الفرنسية التي كانت تنشط في تلك الفترة من الاحتلال الفرنسي للجزائري الى درجة انه دخل في خصام اكثر من مرة مع لاعبين جزائريين كانوا يلعبون في نوادي تابعة للكولون الفرنسي الى درجة انه سجن أكثر من مرة بسبب نظرته الكراهية للفرنسيين بدون استثناء. 1958 جبهة التحرير الوطني توافق على تأسيس وفاق سطيف حتى وإن حصل الوفاق على الاعتماد الرسمي من طرف جبهة التحرير الوطني عام 1958 إلا أنه بقي في السرية التامة كون جبهة التحرير الوطني كانت في نظر فرنسا عدوها الأول ويجب محاربة كل من ينتمي الى هذا الحزب مفجر الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954. تأسس الوفاق في مرحلة حرجة جدا وهي مرحلة الثورة التحريرية وهي المرحلة التي تزامنت بقرار جبهة التحرير بتعليق جميع الأنشطة الرياضية سنة 1956 إلا ان المرحوم علي لاياص استطاع أن يتحصل على ترخيص لا نشاء النادي من محافظ جبهة التحرير السيد فوضيل ترفو. 1960 الوفاق يدمج بنادي الملعب السطايفي الوفاق على مدار السنتين الأوليتين من تأسيسه لا يحمل أي صفة قانونية واستمر الوضع على ماهو عليه الى غاية سنة 1960 علما أن في ترك الفترة كانت جبهة التجرير الوطني قد جمدت جميع النشاطات الرياضية بالجزائر باستثناء منتخب جبهة التحرير الوطني الذي كان يحمل لواء الجزائر خارج أرض الوطن لتبليغ رسالة الشعب الجزائري الى شعوب العالم على أن هناك شعب اسمه الجزائر يكافح بالدم من اجل استرجاع كرامته وحريته من المستعمر الفرنسي. في سنة 1960 تم إدماج لاعبي الوفاق الرياضي السطايفي في فريق ملعب سطيف SAS وجناحهم السياسي لحزب الشعب الجزائري PPA..وكذا لاعبي عميد الأندية السطايفية اتحاد سطيف USMS وجناحهم السياسي (الاتحاد الديمقراطي الاسلامي الجزائري UDMA) وكذا اللاعبين الجزائريين الذي ينتمون الى فريق المعمرين الفرنسيين (SSS=société sportive sétifienne) علما أن كلا من الياسماس والصاص قد توقفا عن النشاط الرياضي عام 1956 استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني..وتم دمجهما عام ال1960 مع مجموعة لاياص تحت اسم الوفاق الرياضي السطايفي(ESS). 1961 موافقة رئيسة بلدية سطيف بتأسيس الوفاق في عام 1961 حاول مجموعة مكونة من دكومي وجابي وحمادي ونفير وعباس وعطار ويوسف بسو وفصة العيد وقطاف لخضر التقدم بملف اعتماد رسمي للنادي لدى سلطات الاحتلال وتكوين اول مكتب مسير للفريق ولكن شرطة الأبحاث الفرنسية رفضت بحجة انتماء الكتب المسير الى حركة الوطنيين الأحرار. وفي نفس السنة وفي محاولة ثانية للحصول على الاعتماد الرسمي قررت رئيسة بلدية سطيف آنذاك السيدة قبطاني موافقتها اعتماد نادي الوفاق الرياضي السطايفي حيث تم إدماجه في البطولة الفرنسية رابطة قسنطينة الجهوية. وإذا كان اعتماد الوفاق رسميا قد تم عام 1961 إلا أن تاريخ إنشاء الوفاق مدون بعام 1958 وهي السنة التي حصل فيها الوفاق على الرخصة من الأفلان وذلك هو الأهم على اعتبار انه لم يحمل تسمية (الوفاق الرياضي السطايفي) إلا عام 1960. مستمد من مأساة وحزن السطايفية لمجازر 8 ماي 1945 أسطورة اللونين الأبيض والأسود الآن وبعد أن تعرفنا على حكاية تأسيس الوفاق ترى ما سر لونيه الأسود والأبيض؟. في بداية الأمر كان الوفاق يلعب باللونين الأخضر والأبيض وحصل مرة أن قوات الاحتلال الفرنسي داهمت ملعب المباراة ببرج الغدير وقطعت مقابلة الوفاق ضد برج غدير وأجبرت النادي على تغيير الزي لأنه يرمز الى الألوان الوطنية الجزائرية وهو أمر مرفوض تماما وقامت بتهديدهم بمنع النادي من مزاولة اي نشاط آخر في حال إصرار مسيريه على اللون الأخضر والأبيض ليتحول اللون الى البيض والأسود كتعبير عن مأساة وحزن السطايفية لمجازر 8 ماي 1945 ولا يزال هذا اللون رمزا من رموز الوفاق التي لا يجب المساس بها. كان له شرف الفوز بأول كأس جزائرية الوفاق بعد الاستقلال يعد وفاق سطيف من بين الأندية الجزائرية القليلة التي استطاعت أن تفرض وجودها بقوة في الساحرة الكروية ببلادنا بعد الاستقلال خاصة في منافسة كأس الجزائر وكان له شرف حصوله على اول كاس جزائرية التي اقيمت في سنة 1963 بفوزه في المباراة النهائية على ترجي مستغانم وهي المباراة التي ارتأينا ان نعيد سرد حكايتها بالنظر الى أهميتها في تاريخ كرة القدم الجزائرية. هزم ترجي مستغانم في نهائي لعب مرتين قصة تتويج الوفاق بأول كأس للجزائر نشط وفاق سطيف وترجي مستغانم أول نهائي لكأس الجزائر بعد الاستقلال واحتضنه ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة في مبارتين علما أن بلوغ الفريقين لمحطة النهائية لم يشكل حينها مفاجأة بالنظر للنتائج الكبيرة التي حصدها الفريقان في الأدوار التصفوية. النهائي جرى بملعب 20 أوت وأداره الحكم الراحل شكايمي لعب أول نهائي لكأس الجزائر يوم 28 أفريل من عام 1963 بملعب العناصر 20 أوت حاليا والذي كانت ميدانه ترابية لكن أجمل ما فيه أن الجمهور كان يتسنى له متابعة اللقاء على بعد متر واحد من خط التماس دون سياج على شاكلة ما نشاهده اليوم في الملاعب الانجليزية. لقاء قوي انتهى بدون فائز كما سبق الذكر أدار اللقاء ثلاثي تحكيم متكون من السادة خليفي بمساعدة بن قنيف وشكايمي في تام الساعة الثالثة ونصف أعطى خليفي صافرة البداية والتي كانت للفريق السطايفي حتى راح لاعبوا هذا الأخير يشنون الهجمة تلو الأخرى لكن جميع الفرص باءت بالفشل لكن مع بداية الربع الأول من الشوط الأول وعلى اثر هجمة مضادة للاعبي الترجي قادها الثلاثي خليل والفرنسي كلافي وسوداني كاد هذا الأخير أن يسكن كرته في شباك الحارس فرشيشي لولا تدخل في آخر لحظة المدافع بوروبة الذي أنقذ مرماه بأعجوبة من هدف محقق اسكت أفواه السطايفيين. لقطة واحدة كانت كافية لفريق الترجي أن تدخل الرعب قلوب لاعبي الوفاق ومدربهم الراحل مختار لعريبي الذي طالب من أشباله عدم المغامرة حتى لا يكلفهم غاليا بعد العودة القوية للاعبي الهجوم وهي العودة التي كان ان يجسدها اللاعب خليل بهدف جميل في الدقيقة ال24 فرغم خروجه وجها لوجه مع الحارس فرشيشي إلا أن قذفته جانب بضع سنتيمترات من شباك هذا الأخير رد عليها مهاجم الوفاق كوسيم بقذفة قوية في الدقيقة ال 29 كادت ان تجد طريقها الى شباك الحارس المستغانمي ولد موسى. تواصلت الهجمات من الجانبين الامر الذي جعل الجمهور الغفير يتجاوب مع كل لقطة لكن في الوقت الذي كان فيه الحكم خليفي يتأهب لإعلان نهاية المباراة لاعب الترجي وعلى اثر خطا فادح في المراقبة من احد مدافعي الوفاق مع حارسه فرشيشي يتمكن خليل من فتح باب التسجيل وهو الهدف الذي افرح أنصار الترجي فيما خيم سكوتا رهيبا وسط عشاق الكحلة والبيضاء لم يتأخر بعدها الحكم خليفي من إنهاء الشوط الأول بفوز الترجي بهدف دون رد. بعد ربع ساعة من الراحة عاد لاعبوا الفريقين إلى أرضية الميدان وسط تصفيقات حارة من الجمهور الحاضر الذي أعجب بما قدمه لاعبوا الفريقين خلال المرحلة الأولى لم يختلف أداء اللاعبين خلال الشوط الثاني حيث راح كل فريق ينتهج خطة وفق ما يناسبه. الراحل لعريبي حث لاعبيه على الهجوم مدرب الوفاق الراحل مختار عريبي ألح من لاعبيه انتهاج خطة هجومية قصد تعديل النتيجة ومما قال لهم بين الشوطين ثقوا في أنفسكم ستهزمون فريق الترجي فالكأس لن تكون إلا لكم لكن اعلموا إذا خسرنا فلن تعودوا إلى منازلنا . كلام الراحل عريبي كان له الأثر الإيجابي في نفوس لاعبيه الأمر الذي جعلهم يضاعفون من محاولاتهم لعل إحداها تصل إلى شباك الحارس ولد موسى لكن كاد فريق الترجي ان يضاعف النتيجة في الدقيقة ال65 إثر هجمة مرتدة قادها الثنائي خليل وكلافي هذا الأخير فوت على فريقه فرصة إضافة الهدف الثاني بعد ان مرت قذفته فوق الإطار بشبر واحد. مدرب الترجي طالب لاعبيه بالضغط على المنافس رغم هذه الفرصة للاعبي الترجي إلا أن المدرب عريبي ألح من لاعبيه الضغط على المنافس من اجل تعديل النتيجة كانت الدقائق تمر بسرعة على عشاق الوفاق فلم تجد صيحاتهم لاعب فريقهم من الوصول إلى شباك الحارس بن موسى بل كاد مرة ثانية اللاعب خليل أن يصل مرة اخرى لشباك الحارس فرشيشي كان ذلك في الدقيقة ال75 بعدها بثلاث دقائق كان الموعد مع هدف التعادل لفريق الوفاق وقعه اللاعب ماتام وهو الهدف الذي فجر حناجر أنصار الوفاق وجعلهم كالبحر المتلاطم الأمواج. يتبع...