لم يتوان فرانز فانون المفكر والمناضل انطلاقا من عملية "بشرة سوداء وأقنعة بيضاء" و"المعذبون في الأرض" من تحليل أشكال ونتائج الهيكلية الإيديولوجية للإخضاع والاستعباد الاستعماري" حسبما كتبته الأسبوعية الفرنسية "بوليتيس" تكريما لهذا المناضل في سبيل الحرية الذي ولد في جزر المارتينيك ثم جاء إلى الجزائر· وفي مقال بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد هذا الطبيب النفساني وعضو في جبهة التحرير الوطني الذي اختار صفه بعد مضي سنتين من اندلاع الحرب التحريرية إلى جانب الشعوب المستعمرة ذكرت الاسبوعية أن "هذا المناضل في سبيل القضايا العادلة قد تمكن من التعبير عن التطلعات العميقة لكفاح شعوب العالم الثالث الذين وقفوا أمام نظام رأس مالي واستعماري"· وتابعت الصحيفة أن "تحليل فانون للأمراض الاجتماعية والسياسية للعنصرية تكتسي بعدا يمتد في الزمن"، مؤكدة أن تحليله السياسي والنفسي والاجتماعي "يتعدى الظرف الذي تم إعداده فيه محافظا على سداد واستمرارية فريدتين"· كما علقت "بوليتيس" أن تحليله "لا ينطوي على أي دفاع عن العنف ولا دعوة للثأر، حيث أن فكر فانون فيه دعوة لحرية وعالمية الكفاح من أجل تحقيق العدالة"، معتبرة أن فلسفة هذا المناضل والمكافح للاستعمار "يعد تكاملا ثمينا لرهانات اليوم بين تفرد وشمولية"· وذكرت ذات الصحيفة أن عمل فانون غير معروف في فرنسا إلا أنه موضوع دراسات كثيرة على مستوى الجامعات الأمريكية وفي العالم الأنجلوساكسونيو، داعية إلى المساهمة في "كسر جدار الصمت وإزالة الصور الكاذبة أو المحقرة والتعريف بعمل مؤسس لحركة انعتاق الشعوب"·