لم يتوان فرانتز فانون المفكر والمناضل انطلاقا من أعماله ''بشرة سوداء واقنعة بيضاء'' و''المعذبون في الأرض'' من تحليل إشكال ونتائج الهيكلية الايديولوجية للإخضاع والاستعباد الاستعماري'' حسبما كتبته الأسبوعية الفرنسية ''بوليتيس'' تكريما لهذا المناضل في سبيل الحرية الذي ولد في جزر المارتينيك ثم جاء إلى الجزائر. وفي مقال بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد هذا الطبيب النفساني وعضو في جبهة التحرير الوطني الذي اختار صفه بعد مضي سنتين من اندلاع الحرب التحريرية، إلى جانب الشعوب المستعمرة، ذكرت الأسبوعية أن ''هذا المناضل في سبيل القضايا العادلة قد تمكن من التعبير عن التطلعات العميقة لكفاح شعوب العالم الثالث، الذين وقفوا أمام نظام رأسمالي واستعماري''. وتابعت الصحيفة أن ''تحليل فانون للأمراض الاجتماعية والسياسية للعنصرية يكتسي بعدا يمتد في الزمن''، مؤكدة أن تحليله السياسي والنفسي والاجتماعي ''يتعدى الظرف الذي تم إعداده فيه محافظا على سداد واستمرارية فريدتين''. كما علقت ''بوليتيس'' أن تحليله ''لا ينطوي على أي دفاع عن العنف ولا دعوة للثأر، حيث أن فكر فانون فيه دعوة لحرية وعالمية الكفاح من أجل تحقيق العدالة'' معتبرة أن فلسفة هذا المناضل والمكافح للاستعمار ''يعد تكاملا ثمينا لرهانات اليوم بين تفرد وشمولية''. وذكرت الصحيفة أن عمل فانون غير معروف في فرنسا إلا أنه موضوع دراسات كثيرة على مستوى الجامعات الأمريكية وفي العالم الانجلوساكسوني، داعية إلى المساهمة في ''كسر جدار الصمت وإزالة الصور الكاذبة أو المحقرة والتعريف بعمل مؤسس لحركة انعتاق الشعوب''. للتذكير فإن فرانتز فانون كان رئيسا للأطباء بمستشفى الأمراض النفسية بالبليدة سنة 1953 بالجزائر وكان قد نشر سنة 1952 عمله ''بشرة سوداء وأقنعة بيضاء'' وفي سنة 1956 أي بعد سنتين من اندلاع حرب التحرير الوطني استقال فانون من منصبه بالمستشفى والتحق بجبهة التحرير الوطني.(واج)