عمت حالة من التشاؤم الشارع الجزائري بعد نهاية المباراة الودية التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره الإيرلندي بهزيمة ثقيلة للخضر، ولم يتقبل كثيرون أن تخسر الجزائر مباراة ودية أخرى بنفس النتيجة الثقيلة التي خسرت بها مباراة صربيا قبل أسابيع قليلة، والواقع أن جميع الجزائريين كانوا يتمنون فوز الجزائر بمبارة إيرلندا، ولو أنها مجرد مباراة ودية لا تهم نتيجتها كثيرا، ولكن جزائريين كثيرين نسوا أن مواجهة منتخب إيرلندا القوي كان في حد ذاته حلما قبل سنوات قليلة، حين كانت الجزائر تحتل المرتبة ال103 عالميا، وكانت كثير من المنتخبات ترفض مواجهة »الخضر« وديا، بل إن ناديا متواضعا في أوروبا قال أنه يقبل اللعب ضد الجزائر ولكن لشوط واحد فقط.. علينا أن نتذكر جيدا كيف كان وضع ومستوى منتخبنا الوطني قبل بضع سنوات لنشعر بأن ما بلغه حتى الآن هو في حد ذاته إنجاز، وما سيحققه بعد الآن سيكون تدعيما لهذا الإنجاز الكبير. قبل مباراة أم درمان الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم كان لسان حال ملايين الجزائريين يردد: »تأهلوا فقط للمونديال، ولا يهمنا ما تفعلوه بعدئذ«.. وحين تأهل »الخضر« للمونديال أصبح الجمهور يقول: »هل من مزيد؟«.. طبعا حلم الجمهور الجزائري مشروع، خصوصا أن الدولة وضعت كل الإمكانيات اللازمة تحت تصرف »الخضر«، ومن حق كل جزائري أن يحلم بالانتصارات الكروية، وبتسجيل نتائج جيدة في نهائيات كأس العالم، ولكن الواقعية مطلوبة في جميع الأحوال، فلسنا نملك منتخبا يتكون من لاعبين ينشطون في ريال مدريد وبرشلونة ومانشيستر يونايتد وأنتر ميلان وبايرن ميونيخ حتى نحلم بمقارعة إنجلترا، ما نملكه هو مجموعة من اللاعبين الذين يمتلكون بعض الخبرة وبعض المهارات والكثير من التحفيزات والرغبة في الفوز وحب الألوان الوطنية، وهذا ما يجعلنا نطمح في مشاركة مشرفة في المونديال، مع وضع أرجلنا في الماء، لأن البعض كان يحلم بالوصول إلى نصف نهائي المونديال بعد أن فزنا على كوت ديفوار، قبل صفعة صربيا، ثم صفعة إيرلندا، التي نتمنى أن تكون الصفعة الأخيرة!.