وجّه الشعب الجزائري مرة أخرى صفعة قوية "للخلاطين" الذين يتاجرون سياسيا بمشاكل الجزائريين، ويحاولون ركوب بعض الهموم الاجتماعية لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة، حيث فشل أمس السبت 19 مارس سعيد سعدي المدعو سعيد صامدي ومن معه، وأخفقت بعض الأطياف السياسوية التي تحمل تسميات مختلفة في حشد الشارع الجزائري من أجل القيام بمسيرات لم يتم الترخيص لها عبر الوطن، ووجد بعض من حاولوا استغلال ذكرى عيد النصر للعبث أنفسهم وحيدين في الشارع، ليعودوا، مرة أخرى، إلى بيوتهم خائبين، وليستمر الهدوء عبر مختلف ولايات القطر الوطني·· من الجزائر العاصمة·· إلى تيزي وزو وبجاية إلى بومرداس والبليدة، والمدية وجيجل وعنابة ووهران وتلمسان وقسنطينة، وغرداية، وكل ولايات الوطن، كانت الاستجابة لنداءات المنادين بتحويل عيد النصر، 19 مارس، إلى يوم وطني للمسيرات، شبه منعدمة، ولم ينجح أدعياء التغيير ودعاة التخلاط في دفع الجزائريين إلى الخروج للشوارع في يوم نهاية الأسبوع الذي تميز بطقس ربيعي رائع استغله الجزائريون لاستنشاق الهواء العليل والاستمتاع بجمال بلادهم، ضاربين عرض الحائط دعوات سعيد صامدي وأشباهه، ولم يستجب لدعوة كبير الأر سيداويين سعدي للتظاهر بالعاصمة سوى بضعة أشخاص قدّر عددهم بنحو عشرين "تغييريا"، سرعان ما عادوا إلى حياتهم العادية وهم يجرون أذيال الخيبة· وكان الشارع الجزائري قد وقّع يوم السبت 6 مارس على شهادة الوفاة السياسية لما يسمى بتنسيقية التغيير، حين لم يكتف بتجاهل دعواتها للمشاركة في مسيرات السبت الفاشلة، بل ذهب أبعد من ذلك بتصديه لأدعياء التغيير، ومجاهرته برفضه الصريح لأن تتحول الجزائر العاصمة إلى بؤرة "للتخلاط" وساحة للعبث، وميدان لمحاولات زعزعة استقرار ضحى الشعب الجزائري بالكثير للحصول عليه، ولأن الشعب واع بدسائس "الخلاطين" فقد كان ترديده لشعارات تؤيد مسيرة التنمية والإصلاحات ورفعه لصور الرئيس بوتفليقة خير جواب لمن يدّعي التغيير وهو جالس على كرسي رئاسة حزبه منذ أكثر من عقدين من الزمن·· وردّ مواطنون على مناضلين من حزب الأر سيدي قائلين أن "الشعب واع وليس بحاجة إلى أحزاب سياسية تدفعه إلى الخروج إلى الشارع"· ورغم أن العالم كله شهد على فشل المسيرات الوهمية السابقة التي أرادت شلة من أدعياء التغييريين، بزعامة القائد "الأبدي" لحزب الأرسيدي تنظيمها، إلا أن هذا القائد المسمى سعيد سعدي، والذي بات العاصميون، وكثير من الجزائريين يسمونه بسعيد "صامدي" نسبة إلى يوم السبت الذي جعل منه الرجل عيدا أسبوعيا "للتخلاط"·· يصر تسجيل نقاط جديدة في سجل فشله المستمر، فمن 300 شخص إلى 200 إلى 60·· إلى "لا أحد"·· يرسم سعيد صامدي منحى تنازليا متسارعا لمخططات أدعياء التغيير· وتعد صفعة السبت 19 مارس سادس صفعة يتلقاها أعضاء ما يسمى بالتنسيقية الجزائرية من أجل التغيير والديمقراطية، بعد صفعات 12 و5 مارس، و26 و19 و12 فيفري، بشكل يشير إلى أن أدعياء التغيير في طريقهم إلى الانقراض·· ومرة أخرى، فإن فشل التغييريين في مسيرة هذا السبت، ككل سبت، قابله نجاح قوات الأمن في التعامل بذكاء واحترافية كبيرة مع الأفراد المشاركين في المسيرات الفاشلة، حيث قدم رجال الأمن، على اختلاف مواقعهم، صورة حضارية راقية وهم يتعاملون برزانة وهدوء مع مسيرات الوهم الفاشلة، وتفادوا استخدام العنف، رغم بعض الاستفزازات التي تعود بعض أدعياء التغيير على القيام بها·· وتعكس احترافية رجال الأمن في التعامل مع "التغييريين" وعي المنتسبين لهذا الجهاز، وحرصهم على تنفيذ توجيهات المدير العام لجهاز الأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل المستمدة من توجيهات القاضي الأول في البلاد السيد رئيس الجمهورية الذي حرص أكثر من مرة على تقديم تعليمات دقيقة تقضي بضرورة تفادي استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات والاعتصامات وغيرها من التظاهرات··