ستكون تلمسان عاصمة للثقافة الاسلامية لمدة سنة كاملة، وستكون لذلك قبلة لجميع المهتمين بالفن والثقافة، من الجزائر وخارجها، ليس هذا فحسب، بل انها ستكون قبلة للذين يطمحون الى تمضية عطلهم، خاصة وان بعض البلدان المجاورة التي كان الجزائريون يقصدونها تعرف اضطرابات قد تطول. مصطفى مهدي وجهة الجزائريين، او وجهة بعض الجزائريين معروفة هذه الايام او في الاشهر التي ستاتي، حيث انهم سيمضون عطلهم في تلمسان، للتمتع بمناظرها الخلابة من جهة، ومن جهة اخرى لحضور التظاهرة التي ستكون موعدا لتقديم حفلات وافلام وعروض مسرحية، وغيرها من النشاطات التي تجعل المواطنين يفكرون في انها يمكن ان تكون احسن مكان لتمضية العطلة الصيفية، ياتي هذا بعد الذي وقع في الشقيقة تونس، والتي كان يتجه اليها الاف الجزائريين، ولكن يبدو انهم هذه السنة قد لا يفعلون، بعد الثورة التي عرفتها، خاصة وان الوضع لم يستقر بعد، ليس من الجهة الامنية فحسب، ولكن حتى السياسية، وقد تنفجر، لا قدر الله، في أي وقت ازمة اخرى، كما ان المنشئات التي كان يفضلها السياح تعرضت بعضها للتلف، وكذلك الامر بالنسبة لليبيا ومصر اللتان قد لا تستقبلان زوارا كثر هذه السنة، وهو الامر الذي يجعل الناس يفضلون الذهاب الى تلمسان، هذه المدينة الجميلة التي لا شك ستزداد جمالا، وهي تستضيف زوّراها، وتفتح لهم ابوابها. وقد اقبل الجزائريون منذ الان على استئجار شقق بتلمسان، وذلك بغية الذهاب، إن في الايام او الاسابيع او حتى الاشهر القادمة، مثل سعاد التي قالت لنا انها لطالما ارادت ان تزور تلمسان، وانها تجد الفرصة ملائمة لكي تفعل، ولكي تحضر التظاهرة من جهة اخرى، وانها قد اوصت صديقة لها على الفايس بوك لكي تبحث لها عن شقة لها ولزوجها وابنها، وقد اعتادت ان تذهب الى تونس، لكن بما ان الوضع فيها مضطرب، فانها لن تفعل هذه السنة، وتقول سعاد انها خجلة من نفسها كونها لا تعرف بعض المناطق من بلادها، خاصة تلمسان وهي مدينة مشهورة ومعروفة بجمالها وتاريخها العريق. من جهته ندير قال انه ينتظر الذهاب الى تلمسان بفارغ الصبر، ولن يعود منها، يضيف، الا وقد زار اركانها واحياءها كلها، ويقول انه قرر ذلك وهو يلتقي بمغربي يعرف تلمسان احسن منه، وانه حدثه عن جمالها، وقال لنا ندير انه شعر باسف كبير كونه لم يزرها بعد، وعن التظاهرة، يقول انه سيحضر النشاطات التي تقدم، خاصة وانه مهتم بالمسرح، فهي كما قال لنا، ستكون "حجة وفرجة". اما بعض المواطنين في تلمسان، فقد فضلوا أن يؤجروا شققهم للقادمين، وخاصة وان اسعار الايجار ارتفعت، وتلمسان تستقبل هذه التظاهرة، ففيما تفرض الفنادق اسعارا مرتفعةو على الزبائن، فان الكثيرين، يفضلون ان يؤجروا شقة، على ان يبيتوا في الفنادق ، خاصة بالنسبة للذين يتطول اقامتهم، نادية، واحدة من اللائي قررن ان يؤجرن الشقة ويمضين اشهرا بعيدا عنها، تقول لنا انها عرضت شقتها للايجار، وذلك بندرومة، عرضتها بمبلغ ثلاثة ملايين، وهي مجهزة تقريبا بكل شيء، وانها تتمنى ان يسكن فيها الزبائن طوال الاشهر التي ستدوم فيها التظاهرة، اما هي فستذهب للسكن عند خالتها التي تقطن لوحدها، وبهذا تستفيد من تلك الاجرة التي ستمكنها من ترميم منزلها بعد انتهاء التظاهرة، ورغم انها ستضحي، بالتظاهرة، الا انها ترى ان تلمسان هي مدينة جميلة، ليس بالاحتفالات فقط، ولكن بكل احيائها وشورا عها وسكانها الطيبين.